تبرأ ذمّته من الصلاة إلاّ إذا قرأ بما وقع فيه الاختلاف على كلّ الوجوه ، كمالك وملك وصراط وسراط وغير ذلك. انتهى.
وهو جيّد وجيه بناء على ما ذكرنا من البيان والتوجيه ، ولولا ما رخّص لنا به الأئمّة عليهمالسلام من القراءة بما يقرأ الناس لتعيّن عندي العمل بما ذكره»(١).
إذن فمنهج مدرسة الإمامة وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام والمخلصين من الصحابة والتابعين هو الذي حافظ على القرآن رغم انتهاج مدرسة الخلافة المسار الخاطئ والمؤدّي إلى تحريفه ، بل ـ فوق كلّ ذلك ـ أنّ إرادة الله قد تعلّقت بحفظ كتابه ودينه من التحريف.
فهم وكما قال الإمام الباقر لسعد الخير : «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية»(٢).
وفي آخر : «ورجلٌ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده ، وأقامه إقامة القدح ، فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن»(٣).
وعليه ، فهذا القرآن هو قرآن الله وقرآن رسوله(صلى الله عليه وآله) وقرآن جميع الصحابة ، والذي رُتّب على عهد رسول الله وجُمع بيد وصيّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وأنّ حجّيّته عندنا جاءت بالتواتر ، ولاهتمام النبيّ(صلى الله عليه وآله) والمسلمين به ، وأنّ الاختلاف في القراءات لم يؤثّر شيئاً على مادّته وهيئته ،
__________________
(١) الحدائق الناظرة ٨/٩٨ ـ ١٠٢.
(٢) الكافي ٨/٥٣ / ح ١٦.
(٣) الكافي ٢/٦٢٧ / ح ١.