علي الحسيني الأسترآبادي الغروي (ت ٩٤٠هـ) أشار كذلك إلى هذا الأمر في بادىء كتابه المعنون بـ : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة قائلا : «بما أنّي رأيت أنّ بعض التفاسير والتأويلات القرآنية المحتوية على مدح أهل البيت عليهمالسلام وأتباعهم وذمّ أعدائهم متفرّقة في كثير من الكتب التفسيرية والروائية وبعيدة عن متناول طالبيها لذلك بذلت جهدي في لمِّ شتاتها وجمعها في مكان واحد يسهل على طالبيها الوصول إليها» (١).
فمن الطبيعي من وجهة نظر المفسّرين الأخباريّين الشيعة في الحقبة الصفوية أنّه لا الطريقة التفسيريّة الشيعية السائدة حتّى زمانهم والمعروفة بحقبة الشيخ الطوسي ولا الطريقة التفسيريّة لأهل السنّة يمكن لهما أن يكونا أنموذجاً تفسيريّاً صحيحاً على ما يرونه من طريقتهم ، فإنّ مثل هذا الرأي في تفسير القرآن ليس له نظير إلاّ في القرون الإسلامية الأولى وذلك عند بعض أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ، أو في الحقبة التفسيريّة الأولى أي ما قبل حقبة الشيخ الطوسي ، ففي زمن الأئمّة عليهمالسلام أو بعدهم نرى بعض التأليفات التفسيريّة التي قصد مؤلّفوها جمع وتفسير الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أهل البيت عليهمالسلام(٢) فقط لا غير.
__________________
وثلث فرائض وأحكام) روى العيّاشي بإسناده عن خيثمة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (القرآن نزل أثلاثاً : ثلث فينا وفي أحبّائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنن) (تفسير الصافي ١/٢٤).
(١) تأويل الآيات : ٢١.
(٢) إنّ بعض هذه المؤلّفات لم تصل إلينا وهي عبارة عن : تأويل ما نزل في النبيِّ (صلى الله عليه وآله)