العلماء المحقّقين ، كان اشتغاله في كربلاء ، أدرك عصر مؤلّف الرياض ، وحضر بها في الأُصول على شريف الدين محمّد بن الحسن ... الشهير شريف العلماء ، وفي الفقه على الشيخ موسى كاشف الغطاء ... وعلى السيّد المجاهد ، حتّى بلغ رتبة سامية ومكاناً عالياً ، وصارت له الإحاطة التامّة ، وعرف بالتحقيق واشتهر في الأوساط وذاع صيته ، حتّى انتهى إليه أمر التدريس فكان من كبار المدرّسين وأفاضل العلماء المحقّقين ، وقد تخرّج عليه جماعة من أقطاب العلماء ورجال الدين وأفاضل المجتهدين لا يستطاع إحصاؤهم ... منهم : الشيخ عبد الحسين شيخ العراقين الطهراني ، والسيّد حسين الكوهكمري ، والشيخ زين العابدين المازندراني ، والسيّد صالح المعروف بـ : (عرب) والشيخ المولى علي الكني ، والشيخ محمّد حسين الساروي ، والشيخ عبد الكريم اللاهيجي ، والشيخ علي محمّد الترك ... وغيرهم ، فقد تخرّج من معهده أمثال هؤلاء الأعلام الذين أصبح كلّ واحد منهم علماً من أعلام الدين ومرجعاً لثلّة من المؤمنين ... وله تصانيف هامّة وأسفار جليلة تموج بمياه التحقيق والتدقيق وهي دليل علمه الجمّ وفضله ... أهمّها الضوابط في الأُصول ، وهو من أهمّ مصادر هذا الفنّ وأوعى لدقائقه وتحقيقاته ... وله دلائل الأحكام في شرح شرائع الإسلام وغيرها(١).
١١ ـ الشيخ محمّد حسين القزويني (ت ١٢٨١ هـ) :
__________________
(١) المرجع نفسه : ١ / ١٠ ـ ١١ ، وأنظر : ترجمته في تكملة أمل الأمل : ٢ / ٤٤ وترجم له مطوّلاً تلميذه الخوانساري في الروضات : ١ / ٣٨ ـ ٤٢.