قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    تحمیل

    نفحات الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٢ ]

    556/676
    *

    ثمّ بيّن الله سبحانه أصناف الأنعام التي رزقها الله عباده بقوله : ﴿ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ﴾ وأصناف متصاحبات ، ثمّ فسّرها بقوله : ﴿مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ﴾ الكبش والنّعجة ، أو الأهلي والوحشي ﴿وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ﴾ التّيس والعنز ، أو الأهلي والوحشي.

    ثمّ أمر سبحانه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن ينكر على المشركين تحريم ما زعموه حراما بقوله : ﴿قُلْ﴾ لهم يا محمّد : ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾ من الضّأن والمعز ﴿حَرَّمَ﴾ الله عليكم ﴿أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ منهما ﴿أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ منهما من الأجنّة ، ذكرا كانت الأجنّة أم انثى ، مع أنّكم لا تقرّون برسول من الله إليكم حتّى تدّعوا أنّه أخبركم بها.

    ثمّ أمره بمطالبة الحجّة على الحرمة بقوله : ﴿نَبِّئُونِي﴾ وأخبروني ﴿بِعِلْمٍ﴾ وحجّة قاطعة على تحريم الله شيئا من ذلك ﴿إِنْ كُنْتُمْ﴾ أيّها المشركون ﴿صادِقِينَ﴾ في نسبة التّحريم إليه سبحانه.

    ﴿وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ﴾ الجمل والنّاقة ، أو العراب والبخاتيّ (١)﴿وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ﴾ الذّكر والانثى ، أو الأهلي والوحشي ﴿قُلْ﴾ يا محمّد ، إنكارا عليهم وإفحاما لهم : ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾ من الأصناف الأربعة ﴿حَرَّمَ﴾ الله عليكم ﴿أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ منها ﴿أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ﴾.

    ثمّ أنكر عليهم وجود الحجّة على ما أدّعوه من الحرمة بعد عدم اعترافهم برسول وعدم حكم العقل القاطع بها ، بقوله : ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ﴾ وحضّارا ﴿إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ﴾ وحكم عليكم ﴿بِهذا﴾ الحكم.

    وحاصل الاحتجاج : أنّ طريق معرفة حكم الله منحصر ببيان الرّسول وحكم العقل والمشاهدة والسّماع من الله ، وأنتم لا تؤمنون برسول ، وليس لكم برهان عقليّ على التّحريم ، ولم تسمعوا من الله هذا الحكم ، فثبت أنّ القول بتحريم الله هذه الأنعام وما في بطونها افتراء عليه.

    في ( الكافي ) عن الصادق عليه‌السلام [ قال ] : « حمل نوح عليه‌السلام في السّفينة الأزواج الثمانية التي قال الله عزوجل : ﴿ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ﴾ الآية ، فكان من الضّأن [ اثنين ] : زوج داجنة يربّيها النّاس ، والزّوج الآخر الضّأن التي تكون في الجبال الوحشيّة ، احلّ لهم صيدها ، ومن المعز اثنين : زوج داجنة يربّيها النّاس ، والزّوج الآخر الظّباء التي تكون في المفاوز ، ومن الإبل اثنين : البخاتي والعراب ، ومن البقر اثنين : زوج داجنة للنّاس ، والزّوج الآخر الوحشية ، وكلّ طير طيّب وحشي وإنسيّ » (٢) .

    وفي ( الفقيه ) : عن داود الرقّي ، قال : سألني الخوارج عن هذه الآية ﴿مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ﴾ الآية ، ما الذي أحلّ الله من ذلك ، وما الذي حرّم ؟ فلم يكن عندي فيه شيء ، فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وأنا

    __________________

    (١) العراب : الإبل العربية ، والبخاتي : الإبل الخراسانية.

    (٢) الكافي ٨ : ٢٨٣ / ٤٢٧ ، تفسير الصافي ٢ : ١٦٥.