«بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء فأمره أن يؤذّن في الناس من كان لم يصم فليصم ومن كان أكل فليتمّ صيامه إلى الليل.» (١)
٨ ـ وفي الوسائل عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن سنان ، عن رجل ، قال :
«صام عليّ عليهالسلام بالكوفة ثمانية وعشرين يوما شهر رمضان فرأوا الهلال فأمر مناديا ينادي اقضوا يوما فإنّ الشهر تسعة وعشرون يوما.» (٢)
٩ ـ وفي أمّ الشافعي بسنده عن فاطمة بنت الحسين :
«أنّ رجلا شهد عند عليّ عليهالسلام على رؤية هلال رمضان فصام ، وأحسبه قال : «وأمر الناس أن يصوموا» (٣)
فيظهر من هذه الروايات أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام كانا يتصدّيان لأمر الهلال وصوم المسلمين وعيدهم ، ويحكمان عليهم بالصوم والفطر بعد ما ثبت الهلال عندهما. واحتمال كون ذلك من خصائص النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة المعصومين عليهالسلام واضح البطلان لمن ثبت له عدم تعطيل الإمامة وشئونهما في عصر الغيبة وعدم جواز إهمال الشرع لهذا الأمر الخطير المبتلى به في جميع الأعصار. ولنا في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أسوة حسنة فيجب التأسّي به فيما لم يثبت اختصاصه به وكذلك الأئمّة عليهمالسلام.
١٠ ـ ومضت صحيحة محمد بن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «إذا شهد عند الإمام شاهدان أنّهما رأيا الهلال منذ ثلاثين يوما أمر الإمام بإفطار ذلك اليوم.» (٤)
١١ ـ وفي رواية رفاعة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «دخلت على أبي العباس بالحيرة فقال : يا ابا عبد الله ، ما تقول في الصيام اليوم؟ فقلت : ذلك إلى الإمام إن صمت صمنا ، وإن أفطرت أفطرنا. فقال : يا غلام ، عليّ بالمائدة فأكلت معه وأنا أعلم والله أنّه يوم من شهر رمضان ، فكان إفطاري يوما وقضاؤه أيسر عليّ من أن يضرب عنقي ولا يعبد الله.» (٥)
__________________
(١) صحيح مسلم ، ج ٢ ، ص ٧٩٨ ، كتاب الصيام ، باب من أكل في عاشوراء ... ، الحديث ١١٣٥.
(٢) الوسائل ، ج ٧ ، ص ٢١٤ ، الباب ١٤ من أبواب أحكام شهر رمضان ، الحديث ١.
(٣) الأمّ للشافعي ، ج ٢ ، ص ٨٠.
(٤) الوسائل ، ج ٧ ، ص ١٩٩ ، الباب ٦ من أبواب أحكام شهر رمضان ، الحديث ١.
(٥) الوسائل ، ج ٧ ، ص ٩٥ ، الباب ٥٧ من أبواب ما يمسك عنه الصائم ... ، الحديث ٥.