من
ضعفاء المؤمنين أن يتسللوا ليلاً الى ذي طوي ، وخرج عليه السلام بالفواطم
وتبعتهم أم أيمن مولاة رسول الله ، وأبو واقد الليثي ، فجعل ابو واقد يسوق الرواحل سوقاً حثيثاً ، فقال له علي : ارفق بالنسوة يا أبا واقد ، ثم جعل علي يسوق بهن ويقول :
ليس
إلا الله فارفع ظنكا
|
|
يكفيك
رب الناس ما أهمكا
|
فلما
قارب ضجنان
أدركه الطلب ، وكانوا ثمانية فرسان ملثمين معهم مولىً لحرب بن أمية ، إسمه : جناح ، فقال علي عليه السلام لأيمن وابي واقد : انتحيا الإِبل واعقلاها ، وتقدم وأنزل النسوة ، واستقبل القوم بسيفه ، فقالوا : أظننت يا غدار إنك ناج بالنسوة ؟ إرجع ، لا أبا لك .
فقال
عليه السلام : فإن لم أفعل ؟! قالوا : لترجعن راغماً ! ودنوا من المطايا ليثورها ، فحال علي بينهم وبينها ، فأهوى له جناح ، فراغ عليٌّ عن ضربته وضرب جناحاً على عاتقه فقدَّه نصفين حتى دخل السيف إلى كتف فرسه . وشد على أصحابه ، فتفرق القوم عنه وقالوا : إحبس نفسك عنّا يا بن أبي طالب !
فقال
لهم : إني منطلق إلى أخي وابن عمي رسول الله ، فمن سرّهُ أن أفريَ لَحمُه ، واريق دمَهُ ، فليدنُ مني !!
ثم
أقبل عليه السلام على أيمن وابي واقد ، وقال لهما : أطلقا مطاياكما .
وسار
بها ظافراً قاهراً حتى نزل ضجنان ، فلبث بها يومه وليلته تلك هو والفواطم يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، حتى طلع الفجر ، فلما
____________________