وتابع
ركب النبي ( ص ) طريقهم يقطعون السهول والجبال والأودية ، ويتحملون حرّ الهاجرة وجهد السير سبعة أيام حتى أمنوا من طلب قريش .
وخرج
ابو ذر في قبيلتي غفار وأسلم ، للقاء النبي ( ص ) فلما دنا منه الركب ، أسرع الى ناقة النبي وأخذ بزمامها وهو يكاد يطير فرحاً بلقائه ، فأخبره أن غفاراً قد أسلم اكثرها ، واجتمع عليه بنو غفار فقالوا له : يا رسول الله ، إن أبا ذر قد علمنا ما علمته ، فأسلمنا وشهدنا أنك رسول الله .
واسرع
المتخلفون منهم الى الإِسلام ، وبايعوا النبي وأعلنوا إسلامهم .
ثم
تقدمت أسلم ، فقالوا : إنا قد أسلمنا ودخلنا فيما دخل فيه إخواننا وحلفاؤنا ، فأشرق وجه النبي سروراً بنصر الله ، ثم قال : غفار ، غفر الله لها ، وأسلم سالمها الله .
وإستأنف
طريقه ، فلما قارب المدينة قال : من يدلنا على الطريق إلى بني عمرو بن عوف .
فمشى
أمامه جماعة ، فلما بلغ منازلهم ، نزل فيهم بقبا في ربيع الأول ، وأراد أبو بكر منه أن يدخل المدينة ، فقال ( ص ) : ما أنا بداخلها حتى يقدم ابن عمي وابنتي ـ يعني علياً وفاطمة ـ .
واستقبل
رسول الله بالتكبير والتهليل ، وكان في استقباله من بني عوف نحو من خمسمائة .
ثم
كتب رسول الله ( ص ) من قبا إلى علي ( ع ) ، فلما ورد كتابه الى علي ابتاع ركائب لمن معه من النسوة وتهيأ للخروج ، وأمر من كان قد بقي في مكة
____________________