الغزاة عسكريا من
العلماء ، غير علماء الشيعة في العالم العربي ، أو حتى في مركز الخلافة العثمانية.
هذه الحرب التي
رفع فيها الغرب ـ الذي يستخدم الأساليب الخبيثة في الهيمنة والتسلط ـ شعار (حرية
الشعوب) ، ففي الحرب العالمية الأولى حاولت الحضارة الغربية أن
ترفع شعارا آخر غير التسلط والهيمنة الصليبية ، وذلك من أجل أن تغزو العالم
الإسلامي ، وتمزق الأمّة الإسلامية ، وهذا الشعار هو شعار الحرية ، والتحرير من
الهيمنة التركية ، وقد ساعدهم على ذلك بعض الأحزاب التركية التي حولت الدولة
الإسلامية إلى دولة قومية ، وتخلوا عن الإسلام ، وأخذوا يفرضون التركية كحالة
قومية على العالم الإسلامي .
وهنا استغل هؤلاء
المستعمرون هذه الانتكاسة في الخلافة العثمانية ، فرفعوا شعار التحرير بالنسبة إلى
العالم الإسلامي ، لإسقاط المقاومة مقابل الغزو الأورپي في الحرب العالمية الأولى
، ولذلك وقف كثير من علماء المسلمين متحيرين مقابل هذه القضية ، فهم بين نارين :
نار شعوبهم التي تنشد الحرية وتريد أن تتحرر من هذا التسلط ، وكان هناك الكثير من
أبناء هذه الشعوب قد قدموا شهداء في سبيل الحرية. ونار الغزو العسكري الأجنبي
الكافر.
ولكن علماء الشيعة
وقفوا موقفا وحدا واضحا مقابل هذا الغزو ـ بالرغم من الاختلاف الطائفي والمذهبي
بينهم وبين الدولة العثمانية ـ ورفعوا شعار الجهاد
__________________