إلى أنبياء تابعين
يبلغون الرسالة ، ولذا انقطعت النبوة في الرسالة الإسلامية .
وأما لما ذا كان
هذا الاستمرار من خلال خط الإمامة في الرسالة الخاتمة دون النبوة؟
فقد أشرنا في
حديثنا إلى أن الحاجة في الرسالة الخاتمة إلى الاستمرار والبقاء ـ بسبب أهميتها
وجلالتها وسموها وامتيازاتها على الرسالات السابقة ـ أكثر من الحاجة بالنسبة إلى
الرسالات السابقة ، لأنها الرسالة الأهم والأعظم ، فكيف لا تحتاج إلى من يتابعها ،
مع أن الرسالات الأقل احتاجت إلى مثل هذه المتابعة؟!
ولكن هذه المتابعة
ليست على مستوى مواصلة إبلاغ الرسالة ، أو المحافظة عليها من التحريف ، والسبب في
ذلك :
أما على مستوى
إبلاغ الرسالة ، فإنّ الرسالة قد أصبحت من حيث مضمونها ومحتواها الرسالي رسالة
خاتمة وكاملة ، ولا تحتاج عندئذ إلى متابعة على مستوى (الأنبياء) لبيان أصل
الرسالة وتثبت الأصول لها ، لأن النبي صلىاللهعليهوآله أكملها في بلاغها وعرضها على الناس ، وقد صرح القرآن
الكريم بذلك : (... الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِيناً ...) .
إذن ، فالرسالة
الخاتمة من هذه الناحية لا تحتاج إلى إكمال ومتابعة على مستوى البلاغ والتبشير
والإنذار الذي يتحمله الأنبياء التابعون عادة ، لمعالجة الانحرافات وتثبيت الأصول
والأسس ، نعم قد تحتاج إلى إكمال بيان بعض التفاصيل ، ولكن ذلك وحده لا يفسر
الحاجة إلى (الإمامة) ودورها الكبير في النظرية الإسلامية.
__________________