وجهادية ، وغير
ذلك مما كان يصدر من أحاديث عنه صلىاللهعليهوآله بالنسبة للإمام علي عليهالسلام.
فالإمام علي عليهالسلام تحدث عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله بأحاديث كثيرة ، ولكن الإمام علي عليهالسلام ـ على المستوى
البشري العادي الإنساني أيضا ـ إنسان له مستوى مناسب من حيث السن والعمر ، ومن حيث
الممارسة الخارجية في القتال والجهاد والحركة الاجتماعية ، وفي تحمل المسئولية
الخارجية ، حيث كان يمارس أدوارا في هذه المجالات ، ومن ثمّ فالحديث عنه حديث عن
شخص يراه الناس تتجسد فيه هذه المضامين والعناوين التي كان يتحدث عنها النبي صلىاللهعليهوآله ، أما عن الحسن والحسين عليهماالسلام فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يتحدث عن طفلين لا يرى الناس منهما إلّا صغر سنهما
وحياتهما المحدودة.
الملاحظة
الثالثة : أنّ الحسن والحسين
عليهماالسلام قد مرت بهما ظروف سياسية خاصة ، فلا بد من ملاحظتها عند
دراسة وتقييم هذه الأحاديث.
فالإمام الحسن مرّ
بظروف مقاومته لمعاوية الطامع بالخلافة والسلطان ، ثم الصلح معه بعد ذلك ، أو (الهدنة)
معه إذا أردنا أن نستخدم تعبيرا دقيقا عن الموقف السياسي والمذكرة التي وقعها
الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية.
والإمام الحسين عليهالسلام مرّ بظروف الثورة والنهضة ضد الحكم الأموي اليزيدي مما أدى
إلى استشهاده.
وبسبب هذه الظروف
تعرض كل من الإمام الحسن والحسين عليهماالسلام إلى محاولة واسعة للتقليل من شأنهما ، باعتبار هذين
الظرفين السياسيين.
فمثلا نلاحظ أنّ
أي مضمون (نبوي) يعبّر عن إمامتهما بصورة واضحة فإنّ ذلك يعني سحب الشرعية عن
السلطة الأموية من أولها إلى آخرها ، حيث تصبح الخلافة الأموية خلافة غير شرعية
وغير صحيحة ، والخط العام الموجود لدى