يعني : قارب الفعل. وإذا قال : «لم يكد يفعل» يقول : «لم يقارب الفعل» إلا أنّ اللغة جاءت على ما فسرت لك وليس هو على صحة الكلمة.
وقال (أو عجبتم أن جآءكم ذكر مّن رّبّكم) [الآية ٦٣] كأنه قال : «صنعوا كذا وكذا وعجبوا» فقال «صنعتم كذا وكذا أو عجبتم» فهذه واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام.
وقال (وإلى عاد أخاهم هودا) [الآية ٦٥] (وإلى ثمود أخاهم صلحا) [الآية ٧٣] فكل هذا ـ والله أعلم ـ نصبه على الكلام الأول على قوله (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه) [الآية ٥٩] وكذلك (لوطا) [الآية ٨٠] ، وقال بعضهم : «واذكر لوطا». وإنما يجيء هذا النصب على هذين الوجهين ، أو يجيء على أن يكون الفعل قد عمل فيما قبله وقد سقط بعده فعل على شيء من سببه فيضمر له فعلا. فإنما يكون على أحد هذه الثلاثة وهو في القرآن كثير.
وقال (خلائف الأرض) [الأنعام : [الآية ١٦٥] وقال (خلفآء) [الآيتان ٦٩ و ٧٤] وكل جائز وهو جماعة «الخليفة».
وقال (وزادكم فى الخلق بصطة) [الآية ٦٩] أي : انبساطا. وهو في موضع آخر (بسطة فى العلم والجسم) [البقرة : الآية ٢٤٧] وهو مثل الأول.
وقال (فذروها تأكل فى أرض الله) [الآية ٧٣] جزم إذا جعلته جوابا ورفع إذا أردت «فذروها آكلة» وقال (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) [الأعراف : الآية ١٤٥] وقال (قل لّلّذينءامنوا يغفروا للّذين) [الجاثية : الآية ١٤] و (فذرهم يخوضوا ويلعبوا) [الزخرف : ٨٣ والمعارج : ٤٢] فصار جوابا في اللفظ وليس كذلك في المعنى.
وقال (فأوفوا الكيل والميزان) [الآية ٨٥].
ثم قال (ولا تقعدوا بكلّ صرط توعدون) [الآية ٨٦] تقول : «هم في البصرة» و «بالبصرة» و «قعدت له في الطّريق» و «بالطّريق».
وقال (كأن لّم يغنوا فيها) [الآية ٩٢] وهي من «غنيت» «تغنى» «غنى».
وقال (أو أمن أهل القرى) [الآية ٩٨] فهذه الواو للعطف دخلت عليها ألف الاستفهام.
وقال (أولم يهد للّذين يرثون الأرض من بعد أهلها) [الآية ١٠٠] يقول : «أو لم يتبيّن لهم» وقال بعضهم (نهد) بالنون أي : أو لم نبيّن لهم (أن لّو نشآء