فما يعني قوله تعالى : (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) (١) ؟!
وكذا قوله : (أَنَّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٢).
لتوضيح كلّ ذلك ننقل الحوار الذي دار بين عمر بن الخطّاب وابن عبّاس إذ قد يكون فيه مفتاح الحلّ :
«أخرج المتّقي الهنديّ ، عن إبراهيم التيميّ أنّه قال :
خلا عمر بن الخطّاب ذات يوم فجعل يحدّث نفسه ، فأرسل إلى ابن عبّاس فقال : كيف تختلف هذه الأمّة وكتابها واحد ونبيّها واحد وقِبلتها واحدة ؟!
قال ابن عبّاس : يا أمير المؤمنين ! إنّا أُنزِل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيما نزل ، وأنّه يكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن لا يعرفون فيم نزل ، فيكون لكلّ قوم فيه رأي ، فإذا كان لكلّ قوم فيه رأي اختلفوا ، فإذا اختلفوا اقتتلوا ، فَزَبره عمر وانتهره ، وانصرف ابن عبّاس. ثمّ دعاه بعدُ فعرف الذي قال ، ثمّ قال : إيهاً أَعِدْ»(٣).
بعد وقوفنا على النصّ السابق لنقف هنيئة عند آهات الإمام عليّ عليهالسلام
__________________
(١) النساء : ٨٢.
(٢) الأنعام : ١٥٣.
(٣) كنز العمّال ٢ / ٣٣٣ / ح ٤١٦٧.