القراءة ـ آنذاك ـ زيادة العلم والفضيلة ، قال الإمام الشافعي : «إنّ الأفضلية في القراءة تستلزم الأفضلية في العلم ، وكذلك الأفضلية في العلم إذا كان عندهم الأقرء هو الأعلم وكيف يسوغ لأحد نفى حفظ القرآن عن أبي بكر بغير دليل ولا حجّة بل بمجرّد الظنّ ، مع أنّه لا يسوغ لنا ذلك في آحاد الناس ؟...»(١).
فسؤالنا : لو كان أبوبكر هو الأعلم بالقرآن والحافظ له فلماذا يقدّم زيد ابن ثابت لهذا الأمر ؟
خامساً : لو كان القرآن مكتوباً وموجوداً وليست كتابته بمحدثة في العصور المتأخّرة ـ حسب إقرار المحاسبي وابن حجر والزركشي وأبي زهرة ـ فلماذا يعيد أبوبكر جمعه للقرآن تارة أخرى ويأمر زيد بن ثابت بتدوينه ؟
فلو أذن الرسول(صلى الله عليه وآله) للصحابة كتابة القرآن في عهده فهو لا يشكّكنا بوجود المصحف المرتّب طبق نظره الشريف خلف فراشه ووجود هذا المصحف في بيته وخلف فراشه لا يسمح للصحابة الخلفاء بتأليف القرآن من جديد.
أجل حكى ابن حجر سرَّ خوف أبي بكر وزيد من الإقدام على هذه
__________________
(١) لطائف الأشارات للقسطلاني ٢ / ٥٨٠ (جمع القرآن في عهد الخلفاء) كما في نصوص في علوم القرآن ٣ / ٣١٥.