إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العددان [ ١١٥ و ١١٦ ]

تراثنا ـ العددان [ ١١٥ و ١١٦ ]

58/478
*

أبي بكر وعمر».

أليس زيد بن ثابت هو القائل سابقاً ـ في عهد النبيّ ـ : بأنّا كنّا نؤلّف القرآن من الرقاع ؟! أو في الرقاع ، فما يعني كلامه هذا ، إن صحّ كلامه السابق ؟

قال الإمام أبو عبدالله الحارث بن أسد المحاسبيّ في كتاب فهم السُّنن : «كتابة القرآن ليست مُحْدَثَةً ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بكتابته ولكنّه كان مفرّقاً في الرقاع والأكتاف والعُسُبِ ، فإنّما أمر الصدّيق بنسخها من مكان مجتمعاً إلى مكان ، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فيها القرآن منتشراً ، فجمعها جامع وربطها بخيط حتّى لا يضيع منها شيء»(١).

فالسؤال : من الذي جمعها : هل هو أبو بكر أم غيره ؟ وأين أمر رسول الله (للصدّيق) بنسخها من مكان إلى مكان(٢) ، وهل قال بهذا الكلام أحد قبل المحاسبيّ أم أنّها من منفرداته ؟

فلا ندري أنصدّق هذا ، أم نصدِّق ما علّله الخطّابي وغيره ـ في جمع الخلفاء للقرآن ـ بأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يجمع القرآن في مصحف «لما كان يترقّبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته ، فلمّا انقضى نزوله بوفاته(صلى الله عليه وآله) ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك»(٣).

وقال ابن حجر متهجّماً على الشيعة بأنّهم هم الذين اعترضوا على أبي

__________________

(١) البرهان في علوم القرآن للزرگشي ١ / ٢٣٨ ، مناهل العرفان : ١٨٠.

(٢) لأنّ المحاسبي كان قد قال (وإنّما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان).

(٣) فتح الباري ٩ / ١٢.