في بعض هذه العلوم التي منها التاريخ ، الأنساب واللغة ، وقد ذكره الوزير المغربي في مصنّفات أخرى له منها الإيناس بعلم الأنساب(١) وأدب الخواصّ(٢) لكنّه يذكره دائماً باسم أبي جعفر محمّد بن حبيب.
وهناك إشكال آخر يرد على هذا الاحتمال ألا وهو أنّ محور الموضوعات التي امتازت بها المصنّفات التاريخية لابن حبيب البغدادي تدور حول أخبار قريش في الجاهلية ، أخبار الشعراء ، تاريخ الخلفاء وأمثالها ، فلذلك لا يمكن العثور على روايات أسباب النزول في مصنّفاته حتّى يمكننا اعتبارها مصدراً لمثل هذه الروايات.
وكذلك أبو جعفر النحّاس (ت ٣٣٨ هـ) فبالرغم من أنّ الوزير المغربي كان يوليه اهتماماً خاصّاً في تفسيره المصابيح إلاّ أنّه ليس هو المراد في هذه العبارة ، وذلك لأنّ المغربي لا ينقل منه إلاّ الآراء النحوية واللغوية.
د ـ إنّ آخر ما يمكننا أن نتصوّره هنا وندعمه بشواهد جليّة هو أنّ مجموع ما نقله الوزير المغربي في تفسيره مع ما تضمّن من السيرة وأسباب النزول والتي نسبها جميعاً إلى أبي جعفر إنّما أخذت في واقع الأمر من تفسير شيعيٍّ مثل تفسير الكلبي ، وقد تسامح الوزير المغربي في نسبة هذه الروايات إلى الإمام الباقر عليهالسلام ، ولعلّ هذا التسامح ناتج من تلمّذ الكلبي عند الإمام الباقر عليهالسلام.
__________________
(١) الإيناس بعلم الأنساب : ٢.
(٢) أدب الخواصّ : ٥ ، ٥١.