وفيما يتعلّق بالدراية
، يعرض صفات رجال السند في الجرح والتعديل وأحوالهم ، ثمّ يعرض أقسام الحديث ، وأنحاء
تحمّله.
يقول في معرض ألفاظ
المدح المطلق : «(ومنها : قولهم (ثقة) فقد حُكي عن جماعة من المحقّقين أنّه إذا قال
النجاشي : ثقةٌ ، ولم يتعرّض لفساد المذهب ، فظاهره أنّه عدل إماميٌّ ، لأنّ ديدنه
التعرّض للفساد ، فعدمه ظاهرٌ في عدم ظفره ، وهو ظاهر في عدمه ، لبُعد وجوده مع عدم
ظفره ، لشدّة بذل جهده وزيادة معرفته) .
وفي الفوائد المشار إليها ـ بعد
حكاية ما ذُكر ـ : (لا يخفى أنّ الرويّة المتعارفة المسلّمة أنّه إذا قال : عدل ـ النجاشي
كان أو غيره ـ : ثقة ، الحكم بمجرّده بكونه عدلاً إماميّاً ـ كما هو ظاهر ـ إمّا لما
ذُكر أو لأنّ الظاهر التشيّع ، والظاهر من الشيعة حسن العقيدة ، أو لأنّهم وجدوا أنّهم
اصطلحوا ذلك في الإمامية وإن أطلقوا على غيرهم مع القرينة ، فإنّ معنى (ثقةٌ) عادل
ثبْتٌ ، فكما أنّ (عادل) ظاهر فيهم فكذا ثقة ، أو لأنّ المطلق ينصرف إلى الكامل أو
لغير ذلك) . انتهى.
قلتُ : المستفاد من
[آخر] كلامه استفادة الضبط الذي يرادف الثبت وضعاً أو استعمالاً أو إرادةً أو يقرب
منه من اللفظ المزبور ، وهو الظاهر من
__________________