والتنزيل».
والذي رواه الشريف
الرضي في خصائص
الأئمّة : «فإذا قُبِضْتُ
وفرغتَ من جميع ما أوصيتك به وغيّبتني في قبري فالزم بيتك واجمع القرآن على
تأليفه ، والفرائض
والأحكام على تنزيله».
فإنّ الجمل
السابقة : (على تنزيله وتأويله والناسخ والمنسوخ) و (مشتملاً على التأويل
والتنزيل) و (اجمع القرآن على تأليفه) وأمثالها ، كلّها واضحة في كون هذا المصحف
المجموع هو المصحف المفسَّر لا المصحف المجرّد عن التفسير النبوي المعدّ للتلاوة.
ولا يخفى عليك أنّ
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كان يهدف في مشروعه الثاني إلى ترتيب القرآن حسب التنزيل ، أي حسب ما جاء به
جبرئيل مرتّباً سوراً وآيات ، كي يوثّق شأن نزول الآيات وتسلسل الأحداث ، موضحاً
للناس خلفيّات الاُمور وكيف وصل الأمر بهم إلى ما وصلوا إليه.
مؤكّدين بأنّ
كتابه هذا كان كتاب علم وتفسير ، قدّمه للناس كي يقرؤوه ، لكن لمّا ثبت لديه
عليهالسلام بأنّ الخلفاء يريدون محوه وإبادته أخفاه عنهم وجعله عند
ولده الأوصياء عليهمالسلام ينقلون عنه للناس ، فيقولون : كذا في مصحف عليّ ، أو كذا :
في قراءة عليّ ، أو : والله إنّ قراءة عليّ هكذا ، وأمثالها.
نعم ، إنّ الإمام
أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام كان يثير نَوازِعَ الفطرة ومكنون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ