الإمام
عليهالسلام اشترط عليهم بأن يكون هو مع القرآن ولا يفترق عنه ، إذ قال
لهم لمّا جاء بالمصحف إليهم : «هذا كتاب الله قد ألّفته كما أمرني وأوصاني رسول
الله كما أُنزل.
فقال له بعضهم : اتركه
وامض.
فقال لهم : إنّ
رسول الله قال لكم (إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتّى يردا
عليّ الحوض) فإن قبلتموه فاقبلوني معه ، أحكم بينكم بما فيه من أحكام الله.
فقالوا : لا حاجة
لنا فيه ولا فيك ...» .
إذن المصحفُ
المُفسَّرُ هو غير المصحف المُجَرَّدِ ، إذ قدّم الإمامُ
عليهالسلام المصحف المفسَّر للخلفاء ظاهراً مع علمه بعدم استجابتهم
للأَخذ به ؛ وذلك لصعوبة ما فيه ، ولوجود علوم فيه هي من ودائع النبوّة ، فلا يمكن
تطبيقه وإجراؤه إلاّ على يد المعصوم عليهالسلام الذي هو عِدْل القرآن ، إذ لا يمسّ معاني ذلك الكتاب إلاّ المطهّرون.
وعليه فالإمام
عليهالسلام أقدم على تقديم الكتاب لهم إتماماً للحجّة عليهم ليس إلاّ.
أمّا المصحف
المجرّد فإنّه وإن اختلف عن المصحف المتداول في بعض القراءات ، لكنّ الإمام
عليهالسلام كان لا يرتضي الجهر بالمخالفة ، لأنّه لا يريد أن يفتح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ