فاذا قرئت الصفحة عرضا خرج منه علم الفقه واذا قرأ ما بين الخطين الاولين طولا من كل صفحه والمرسوم فيه هو الحرف الاول من كل سطر خرج العروض واذا قرأ ما بين الخطين الاخيرين كذلك والمرسوم فيه هو الحرف الآخر من كل سطر خرج علم القوافى واذا قرأ ما بين الخط الثالث والرابع طولا من كل صفحه خرج التاريخ واذا قرأ ما بين الخط الخامس والسادس كذلك خرج النحو وجميع هذه العلوم تخرج من هذا الترتيب باحسن التأدية فصاحة وبلاغة ومجموع الكتاب خمس كراريس كبار وانه لمن عجائب الامور وغرائب الدهور قال السيوطى فى المحكى عنه وقد عملت كتابا على هذا النمط فى كراسة فى يوم واحد وسميته النفحة المسكية والتحفة المكية انتهى واحتمل صاحب الفصول فى معنى البطون ما يقرب من هذا المعنى ولعل غرضه ما ذكرنا الأمر (الثالث عشر) من الامور المذكورة فى الكلام على المشتق اعلم (انه اختلفوا فى ان المشتق) هل هو (حقيقة فى خصوص ما تلبس بالمبدإ فى الحال او فيما يعمه وما انقضى عنه المبدأ على اقوال) اظهرها وصحتها هو الاول وهذا الخلاف انما وقع (بعد الاتفاق) منهم (على كونه مجازا فيما يتلبس به فى الاستقبال) وقد اطلق عليه فعلا (وقبل الخوض فى المسألة وتفصيل الاقوال فيها وبيان الاستدلال عليها ينبغى تقديم امور) ستة (احدها ان المراد بالمشتق هاهنا) اى فى مباحث الاصول (ليس مطلق المشتقات) حتى الافعال والمصادر كما يراد منه ذلك اذا اطلق فى مباحث النحو والصرف والمعانى والبيان (بل) المراد (خصوص ما يجرى منها على الذوات مما يكون مفهومه منتزعا عن الذات بملاحظة اتصافها بالمبدإ واتحادها معه بنحو من) انحاء [الاتحاد] سواء [كان] الاتحاد [بنحو الحلول] كالعالم والجواد والحسن والقبيح والاحمر وغير ذلك [او الانتزاع] مع عدم تحقق شيء فى الخارج الا المنتزع عنه كالملك وغيره من الاضافات والاعتبارات او الانتزاع مفهوما وان اتحدا خارجا من كل جهة كصفات الواجب [او الصدور] كالقائم والآكل وغيرهما [او الايجاد] كالتكلم فى صفاته تعالى او الوقوع عليه كمضروب ومقتول وغيرهما او الوقوع فيه كمجلس وموطن