(الخامس) ان اصول الاكوان الاربعة وهى الحركة والسكون والاجتماع
والافتراق اى لو لوحظ الشيء بالنسبة الى نفسه فاما متحرك او ساكن ولو لوحظ بالقياس
الى غيره فاما مجتمع معه او مفترق عنه وهذه الاصول الاربعة بالنسبة الى عناوين
الافعال ليست كنسبة الجنس الى الفصل اى ليس ما بازاء الحركة فى الاكل مثلا غير ما
بازاء نفس الحركة وبعبارة واضحة بين الاكل والشرب جنس قريب وهو ادخال الشيء فى
الجوف وجنس بعيد وهو الحركة لان كل منها حركة صادرة من الاكل والشارب فهما فعل او وضع
والفعل بمعنى الاخص الذى هو عبارة عن تأثير الفاعل ما دام مؤثرا او الوضع الذى هو
هيئة يحصل للجسم من نسبة بعض اجزائه الى الآخر من الاعراض والاعراض بسائط ليس لها
جنس وفصل بل ما به امتيازها عين ما به اشتراكها فكل فرد من مقولة واحدة وان
امتيازت عن الفرد الآخر من هذه المقولة إلّا ان ما به امتيازه عين ما به اشتراكه
بل قيل ان ما به امتياز كل مقولة عن الاخرى ما به الاشتراك مثلا السواد الشديد مع
اصل السواد الذى هو اعم منه ومع اللون الذى هو اعم منهما ومع الكيف الذى هو اعم
منهما مع العرض الذى هو اعم من الجميع وان امتازت كل واحد عن الآخر فيشار الى كل
واحد بالاشارة الحسية إلّا ان ما به الامتياز هو جهة العرضية التى هى عين ما به
الاشتراك فليس ما بازاء العرض شىء وما بازاء الكيف شيء آخر وما بازاء اللون وهكذا
الى المرتبة الشدة شيء آخر ولكنه لا يخفى انه لو سلمنا ان ما به الاشتراك فى كل
فرد من مقولة عين ما به الامتياز كما قال به شيخ الاشراقى فى المقادير ونحوها كما
فى المنظومة بالنقص والكمال فى الماهية يجوز عند الاشراقية ولم نقل ان التفاوت بين
المراتب والافراد بقوة الوجود إلّا ان ما به الامتياز فى كل مقولة من المقولات
التسع غير ما به الاشتراك فى الآخر قطعا لان كل مقولة غير الاخرى حقيقة