وفرقة من
العوام ما في قلوبهم يقين ولا معرفة إلاّ بمن يشاهدون ، ويأتون به من الأنام ،
والله جلّ جلاله لا تصحّ عليه المشاهدة ، فليس لهم به معرفة ، فلا يعرفون لمشاورته
فائدة. انتهى كلامه أعلى الله مقامه.
الإشارة
الخامسة : الإقبال على
الله سبحانه والاعتماد عليه تعالى شأنه ، فالتوجيه إليه بقلبه وبدنه ، فإنّه في
مجلس الحضور والخطاب ، إن كان من أولي الألباب ، الفائزين بدخول هذا الباب ،
الواصلين سبحان الحجاب.
الإشارة
السادسة : الطهارة ، بأن
يطهّر قلبه من الشكّ والارتياب ، ويُولعه بربّ الأرباب ، ويزيل عنه الشواغل
والموانع ، ويقاتل هواه ونفسه بالصوارم القواطع ، ويمنعها من الخواطر الرديئة
الشيطانية ، والعوائق الخبيثة النفسانية ، ويطهّر بدنه بالطهارة الشرعية الرحمانية
، ويقدّس لسانه من الهفوات والسقطات الإنسانية ، ويلزم الآداب الشرعية ، السبحانية
، ولا تُعجبه نفسه وعشيرته ، فإنّه بحضرة الملك الجبار الجليل القهّار.
الإشارة
السابعة : أن يكون في يد المستخير خاتم عقيق فيه : (محمّد وعلي)
ويضرب بيده اليمنى فيأخذ أحد السهمين ، فإنّه المحمود في العاجلة والآجلة. ذكره
ابن باقي في مصباحه فإنّه أقرب لإجابة الدعوات ، وحصول المسرّات.
الإشارة
الثامنة : عدم الإلتفات إلى أحد من المتكلّمين ، فإنّه مشغول بخطاب
مالك يوم الدين ، كما هو دأب الأئمّة المعصومين.
فقد روى البرقي
في محاسنه
: عن علي بن
الحكم ، عن أبان الأحمر ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ