بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.
اللهمّ إن كنت تعلم هذا الأمر ـ تسمّيه ـ خيراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فأقدره لي ويسّره وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فاصرفه عنّي واصرفني عنه ، وأقدر لي الخير حيث ماكان ورضّني به»(١).
وروي أنّ رجلا جاء إلى أبي عبدالله عليهالسلام فقال له : جعلت فداك ، إنّي ربّما ركبت الحاجة فأندم عليها ، فقال له : «أين أنت عن الاستخارة؟» فقال الرجل : جعلت فداك ، فكيف الاستخارة؟ فقال : «إذا صلّيت صلاة الفجر فقل بعدأن ترفع يديك(٢) حذاء وجهك : اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، وخِر لي في جميع ما عزمت به من أموري ، خيار(٣) بركة وعافية»(٤).
فإذا فكّر العاقل اللبيب والموافق المصيب في قول الأئمّة الأعلام والهداة الكرام وجه دلالتهم على الاستخارة واضحة ، وهدايتهم للعمل بها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مكارم الأخلاق ٢ / ١٠٧ ح٢٣٠٢ ، وأورده ابن طاووس في فتح الأبواب : ١٥٠ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٢٧ ح٤ ، عن فتح الأبواب ، المحدّث النوري في مستدرك الوسائل ٦ / ٢٣٦ ح٤ ، عن المكارم ، البخاري في الصحيح ٩ / ٢١١ ح١٩ ، باب قول الله تعالى : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ) ، أبو داوود في السنن ٢ / ٨٩ ح١٥٣٨ ، ابن ماجة في السنن ٢ /١٧٠ ح١٣٨٣ ، الترمذي في السنن ٢ / ٣٤٥ ح٤٨٠.
(٢) في الأصل : يدك ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
(٣) في الأصل : حيا ، وما أثبتناه من المكارم.
(٤) مكارم الأخلاق ٢ / ١٠٢ ح٢٢٩٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٥٨ المقطع الثاني من حديث ٥.