ـ لإيفاء تلك المقاصد المتكثّرة الغير المتناهية أجوب وأنطق ـ من وضع الحروف والأدوات ونظائرها من الجمل المركّبة والهيئات الدالّة على هذه النسب الناقصة ، مثل هيئات المشتقّات ، وهيئة الإضافات والتوصيفات بما لها من الملابسات بالأمكنة والأزمنة ، ومن تبدّل الحالات من حيث التلبّس بالقيام والجلوس والركوع والسجود والتشهّد والسلام في باب الصلاة والحجّ ، وأمثال ذلك من العبادات المطلوبة في حالة خاصّة دون اخرى.
وبالجملة ، فقد انقدح لك بما ذكرناه في المقام من تمهيد المقدّمة في توضيح بيان محلّ مفهوم المعنى الحرفي الذي يتحقّق فيه الذي نسمّيه بالغير ، وأنّ الحروف وضعت في كلّ محاورة من قبل واضع تلك اللغة والمحاورة على ذلك المفهوم في ذلك الغير ، على مسلك المختار من أنّ المفاهيم الكلّية والجزئية بما يكون لهما من الوجودات المتبادلة المختلفة المتحصّصة بالحصص الكثيرة الغير المتناهية من حيث التلبّس بالزمان والمكان والقيام والجلوس والركوب والمشي ، ومن حيث الاتّصاف بالأوصاف المعنوية من العلم والحلم والحكمة والصبر ، ومن الماديّة في الأشكال المختلفة في أبعاد الألوان من الأقمشة والألبسة من حيث السواد والبياض وغيرها من الخصوصيات والحالات والحصص الطارئة عليهما الدخيلة في المقصود بما تترتّب عليها الأغراض الدنيويّة والاخرويّة.
بل تلك الحالات والخصوصيات إنّما تكون من الأهداف دون المفاهيم الكلية الاسميّة ، فبما أنّ تلك الخصوصيات دخيلة في حكمة الوضع في المحاورة بالجبر الزماني ، لأنّها تكون موردا للاحتياج الضروري الوجداني الارتكازي في جميع أبعاد التمدّن من الاقتصادي والسياسي والعسكري والانتظامي والعبادي.