جهنم وخلوده فيها ، غير موافق للرحمة الإلهية. نعم قد يدخل (إذا كان مستحقا إجمالا) ولكنه لا يخلد.
سؤال : ما معنى : البرية؟
جوابه : الباري اسم فاعل ، وهو يطلق في لغة المتشرعة على الخالق سبحانه وتعالى. قال الله تعالى (١) : (الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ). واسم المفعول منه بري أو بريء. وهو فعيل بمعنى مفعول. وبرية مؤنث بري. فالبريّ هو المخلوق ، فيكون معنى البرية : المخلوقون.
قال الراغب في المفردات (٢) : البرية : الخلق. قيل أصله الهمزة. فترك. وقيل ذلك من قولهم بريت العود. وسميت برية لكونها مبرية عن البري أي التراب ، بدلالة قوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ). وقوله تعالى : (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ). وقال : (شَرُّ الْبَرِيَّةِ).
أقول : من المؤكد أن الفهم المشهوري من البرية : البشر أي أولاد آدم عليهالسلام. ولا شك أن ذلك عليه إجماع المفسرين. وهو اسم مفعول أو صفة مشبهة. بمعنى مبرية أي مخلوقة ، وأصله مبروءة. إلّا أن فهم خصوص البشر بلا موجب ، لأن المراد مطلق الخلق. ولكن يوجد تقييد بأن المشار إليهم بأولئك هم المذكورون لا غيرهم : بدليل ثوابهم وعقابهم ، سواء كانوا بشرا أو خلقا آخر.
سؤال : عن صيغة : (شَرُّ الْبَرِيَّةِ) و (خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).
جوابه : إن فهم المشهور بأن فيه إشعارا بأفعل التفضيل. ولعلهم أخذوه مسلما. مع أنه مخالف للقواعد العربية وللظاهر أيضا فإنه لم يقل : أشر وأخير. لكي نحمله على ذلك. بل أورد مجرد الصفة. فيكون حالها حال الأعمى في قوله تعالى (٣) : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى
__________________
(١) الحشر / ٢٤.
(٢) المفردات مادة : «برأ».
(٣) الإسراء (٧٢.