فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ
(٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ
مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)
لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧)
فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨)
وَما
لا تُبْصِرُونَ (٣٩)
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠)
وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١)
وَلا
بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣)
وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤)
لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥)
ثُمَّ
لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)
فَما
مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)
وَإِنَّا
لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩)
وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠)
وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١)
فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢)
[٣٥]
(حَمِيمٌ) : قريب.
[٣٦]
(غِسْلِينٍ) : الدم والصّديد من فروج الزناة والزواني من أهل
النّار.
[٣٧]
(لا
يَأْكُلُهُ) ؛ أي : ذلك الغسلين. وقيل : هو صنف من الزقّوم. لأنّه
ثلاث شعب ؛ شعبة ضريع ، وشعبة الزقوم ، وشعبة غسلين. (إِلَّا
الْخاطِؤُنَ) : أصحاب الخطايا.
[٣٨]
(فَلا
أُقْسِمُ) : أقسم. و (فَلا) صلة.
[٤٠]
(رَسُولٍ
كَرِيمٍ) : جبرئيل عليهالسلام أتى به إلى محمّد صلىاللهعليهوآله من عندنا.
[٤٢]
(كاهِنٍ) : ساحر.
[٤٤]
(وَلَوْ
تَقَوَّلَ) : اختلق علينا كلاما من تلقاء نفسه.
[٤٥]
(بِالْيَمِينِ) : بالقوّة والقدرة.
[٤٦]
(الْوَتِينَ) : عرق متّصل بالقلب إذا انقطع مات صاحبه.
[٤٧]
(حاجِزِينَ) : مانعين لنا عنه.
[٥٠]
(لَحَسْرَةٌ
عَلَى الْكافِرِينَ) ، حيث لم يؤمنوا به.
[٥١]
(لَحَقُّ
الْيَقِينِ) عندنا.
ومن سورة المعارج
مدنيّة.
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١)
لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢)
مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ (٣)
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ (٤)
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥)
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (٦)
وَنَراهُ
قَرِيباً (٧) يَوْمَ تَكُونُ
السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨)
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩)
وَلا
يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠)
[١]
(سَأَلَ
سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) عليه. هو النضر بن الحارث. لمّا قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لرؤساء قريش : إن آمنتم بما جئت به إليكم ودخلتم تحت
طاعتي ، كان فيكم الملك إلى آخر الدهر ، فقال النضر : (اللهُمَّ إِنْ كانَ
هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ
أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ). ثمّ قال بعد ذلك : غفرانك اللهمّ غفرانك! فسلم وسلموا
من العذاب في تلك الحال ؛ لقوله تعالى : (وَما
كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) ـ الآية . ثمّ أهلكهم الله ببدر. وقيل : السائل النعمان بن قيس
الفهريّ. سأل العذاب وركب ناقته وولّى. فلمّا صار بالأبطح ، ألقى عليه جبرئيل عليهالسلام حجرا فوقع على أمّ رأسه فخرج من دبره فخرّ ميّتا.
[٢]
(لَيْسَ
لَهُ دافِعٌ) يوم القيامة.
[٣]
(ذِي
الْمَعارِجِ) : مصاعد الملائكة. وفي اللغة : الدرج.
[٤]
(وَالرُّوحُ) : جبرئيل عليهالسلام. (خَمْسِينَ
أَلْفَ سَنَةٍ). قيل : ما بين أوّل الدّنيا إلى آخرها. وقيل : ما بين
أسفل الأرض إلى العرش. وقيل : من الأرض إلى موضع جبرئيل عليهالسلام. وقيل : ذلك يوم القيامة.
[٥]
(فَاصْبِرْ
صَبْراً جَمِيلاً) : لا تعجل بالدعاء عليهم. فإنّ العذاب واقع بهم.
[٧]
(وَنَراهُ
قَرِيباً). لأنّ كلّ آت قريب.
[٨]
(كَالْمُهْلِ) : كالصّفر المذاب. وقيل : كالزيت المذاب.
[٩]
(كَالْعِهْنِ) : كالصّوف المصبوغ.
[١٠]
(حَمِيمٌ
حَمِيماً) : قريب قريبا وصديق صديقا ، بل كلّ مشغول بنفسه.
__________________