إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (٢٠)
[١١] (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) : الكذب. نزلت في عائشة رماها المنافقون بصفوان بن المعطّل (١). كانت في غزاة مع النبيّ صلىاللهعليهوآله. فرجع منصورا فنزل قريبا من المدينة. فرحل الناس عند السّحر. وكانت عائشة قد خرجت لقضاء حاجة ، فسقط عقد لها ، فذهبت تفتّشه. فجاءوا إلى جملها وهو مرحل ، فظنّوا أنّها في الهودج فذهبوا به. فطلبته فلم تجده. فجلست وتلفّفت في أثوابها. فجاء صفوان في أثرها فأناخ بعيره وحملها عليه وجاء بها إلى العسكر. فقال عبد الله بن أبي سلول وأصحابه المنافقون ما قالوا. فنزلت الآية ، فجلد كلّ واحد منهم ثمانين جلدة. (عُصْبَةٌ) : جماعة. (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ). يعني إقامة الحدّ عليهم بقذفهم عائشة. (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) ، لينتهوا عن مثله. (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) : معظمه. وهو عبد الله بن أبي سلول. (لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) : الحدّ في الدّنيا والنّار في الآخرة.
[١٤] (أَفَضْتُمْ فِيهِ) : نشرتموه من الحديث في قذف المحصنات واندفعتم فيه.
[١٥] (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) : تقبلونه. وبكسر اللّام ، من الولق وهو الكذب.
[١٦] (وَلَوْ لا) : هلّا. أي : هلّا قلتم ما يكون لنا أن نتكلّم بهذا؟! (بُهْتانٌ). بهته بهتانا : قال عليه ما لم يفعله.
[١٩] (لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا) : الحدّ (وَالْآخِرَةِ) : النار.
__________________
(١) ـ هذه على رواية العامّة. وأمّا الخاصّة فإنّهم رووا أنّها نزلت في مارية القطبيّة وما رمتها به عائشة. انظر : تفسير القمّيّ ٢ / ٩٩ و ١٠٠. وقد ألّف المحقّق الألمعي السيّد جعفر مرتضى العامليّ في تزييف روايات العامّة في ذلك كتابا يسمّى ب «حديث الإفك».