مستمرا موجودا باوّل جزء منه وباقيا ببقاء جزء آخر منه وبهذا الاعتبار ممّا له قرار وثبات والمتّصف به متّصف به فعلا وحالا كما لا يخفى قوله : انّ من الواضح خروج الأفعال الخ اقول بعد ما عرفت من انّ المشتق المبحوث عنه في المقام هو المفهوم الجارى على الذّات المنتزع منها بملاحظة اتّصافها بالمبدإ خرج نفس المبدا اذ هو بهذا اللّحاظ لا يكاد ان يجري على الذّات بلا فرق بين ما لم يسمّه مشتقّا على الاصطلاح باصطلاح العربيّة كالمصادر المجرّدة او يكون مشتقا على الاصطلاح كالمصادر المزيد فيها وثبوت النّزاع والخلاف في انّ الأوّل ايضا من المشتقّات كما صرّح به بعض اهل ذلك الاصطلاح وان الّذى ليس بمشتق هو الاسم المصدر وإن كان في بعض المباني هيئة المصدر لوضوح ان المعنى المصدرى بحدوده لا يكون في المشتقات بل هو اعتبار مغاير لها فيكون مشتقا كسائرها خارج عمّا نحن فيه ولتحقيقه محلّ آخر ومثله الأفعال اى خارج عن محل النّزاع من المشتق لعدم جريانها على الذّات اذ الأفعال بجملتها مادّة وهيئة تدلّ على كيفيّة قيام المبادى بالذّات واتّصاف الذّات بها وهى كما ترى لا يكاد تجري على الذّات فالهيئة انّما تدلّ على كيفيّة الاتّصاف والقيام والمادّة على نفس المبادي وامّا الذّات فهو يدلّ عليه نفس الفعل بالدّلالة الالتزاميّة العقليّة وقال في البدائع الأفعال انّما تدلّ على نسبة المعنى الى الذّات لا المعنى ولا الذّات وإن كانا مدلولا عليهما التزاما لأنّ الدّالّ على النّسبة تدلّ على المنتسبين بالضّرورة دلالة التزاميّة انتهى ولا يخفى عليك انّ الدالّ على النّسبة الهيئة ونفس المادّة تدلّ على المعنى والخارج هو الذّات فقط لا هى والمعنى ثم قال فى وجه خروج المصادر انّها تدلّ على المعنى خاصّة انتهى وفيه تامّل يظهر ممّا قدّمناه قوله : والأفعال انّما تدلّ على قيام المبادى بها؟؟؟
صدور او حلول الخ اقول في هذه العبارة مسامحة لاختلاف الفعل الماضى والمضارع والأفعال صدورا وحلولا وانتزاعا وهكذا والمقصود ذكرهما من باب المثال وتعيين ما به لا يكاد يحصل الفعل
قوله : دلالة الفعل على الزّمان حتّى اخذوا الاقتران الخ اقول هذا بحسب الظّاهر ممّا اتّفقت عليه كلمات علماء المعقول والمنقول قال القاضى سراج الدّين في مطالع الأنوار المفرد انّ دلّ على معنى وزمان بصيغته فهو الكلمة والّا فان دل على معنى تام اى يصحّ ان يخبر به وحده عن شيء فهو الاسم والّا فهو الأداة وكذا قال القطب في شرحه وعن الشّيخ في كتاب الشّفاء الاسم لفظ مفرد يدلّ بالوضع على معنى مجرّد عن الزّمان او اعني بالتّجريد ان لا يدلّ على زمان فيه ذلك المعنى من الأزمنة الثّلاثة والكلمة لفظ مفرد يدلّ بالوضع على معنى وزمان فيه ذلك المعنى من الأزمنة الثّلاثة قال في الإشارات الفعل هو الّذى يسمّيه المنطقيّون كلمة وهو الّذى يدلّ على معنى موجود بشيء غير معيّن في زمان معيّن من الثّلاثة وهكذا كلام العلّامة في جوهر النّضيد وغيرهم من المنطقيّين في كتبهم المختصرة والمطوّلة وقد صرح بذلك علماء الأصول قال العلّامة في المبادى اللّفظ ان دلّ على زمان معيّن بصيغته فهو الفعل والّا فهو الاسم ان استقلّ بالدلالة والّا فهو الحرف انتهى ومثله في التّهذيب ومثله من المحقق في المعارج ومثله قال شيخنا البهائى وامّا النحويّون فكلماتهم في ذلك معروفة لا يحتاج الى نقلها قال الفاضل