للتوسعة والتخيير ، لانّه يمكن ان يكون المراد من الارجاء هو ارجاء الحكم
الواقعي ، فإن العلم بالحكم الواقعي موقوف على الاستماع من الامام وهذا لاينافي
التّوسعة والتخيير في أحدهما في العمل من باب الرّخصة والاباحة كما يدلّ عليه
القسم الاوّل من الاخبار.
وبالجملة غرضهم
(عليهمالسلام) من الردّ إلى العالم هو ردّ العلم ، ولاينافي ذلك
العمل من باب الرّخصة.
ويدلّ على ذلك
كلام ثقة الاسلام محمّد بن يعقوب الكليني في خطبة الكافي حيث قال مخاطباً لمن سأل
تصنيف الكافي : قلت : انّك تحبّ ان يكون عندك كتاب كاف يجمع من جميع فنون علم
الدّين ما يكتفى به المتعلّم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ من يريد علم الدّين والعمل
به بالاثار الصّحيحة عن الصّادقين (عليهمالسلام) ... فاعلم يا اخي ارشدك الله انّه لا يسع احداً تمييز
شيء مما اختلفت الرّواية فيه عن العلماء (عليهمالسلام) برأيه الّا ما اطلقه العالم بقوله (عليهالسلام) :
اعرضوها على
كتاب الله عزوجل [فما وافى كتاب الله عزوجل] فخذوه وما خالف كتاب الله فردّوه.
وقوله (عليهالسلام) : دعوا ما وافق القوم فإنّ الرشد في خلافهم.
وقوله (عليهالسلام) : خذوا بالمجمع عليه فإنّ المجمع عليه لاريب فيه.
ونحن لانعرف من
جميع ذلك الّا أقلّه ولانجد شيئاً احوط ولا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم
وقبول ما وسع من الامر بقوله : بأيّهما