ذكرناه ، فحينئذٍ يكون اخبار التوقّف معاضدة لاخبار الإحتياط.
فالحقّ في الجواب حينئذٍ ما ذكرناه من انّ الترجيح لاخبار البراءة بالنسبة اليهما جميعاً لمعاضدتها بالآيات القرآنيّة وموافقتها لاجماع الفرقة المحقّة الاثنى عشريّة وتأييدها بالادلّة العقليّة اليقينيّة فيجب حمل اخبار التوقّف والإحتياط جميعاً على الاستحباب. وقد عرفت انّ اكثر اخبار الإحتياط ظاهر في الاستحباب بل بعضها متعيّن الحمل عليه وقد عرفت وجوهاً اخر ايضاً من الايرادات على اخبار الإحتياط.
وأورد عليها ايضاً بانّه يمكن حمل اخبار الإحتياط على صورة امكان الوصول إلى المعصوم (عليهالسلام) كالتمسّك بالاصل في هذا الزّمان قبل الفحص والتفتيش عن النصوص والادلّة وهو غير جائز باجماع الفرقة. فتأمّل.
وغير خفيّ انّ اخبار البراءة الاصليّة معاضدة باخبار التوسعة والتخيير فيما تعارض فيه النّصان لانّ التوسعة في معنى الاباحة والبراءة كما لا يخفى.
وقد ذكروا وجوهاً للاخذ بالإحتياط لا يفيد شيء منها ما يطمئنّ به النّفس.
وقد قال بعض علمائنا (١) الاخباريين : هل يجوّز أحد ان يقف عبد من عباد الله فيقال له بما كنت تعمل في الاحكام الشرعيّة فيقول كنت اعمل
__________________
(١) قيل هو السيّد نعمة الله الجزائرى (قدسسره). وراجع الرسائل الاصوليّة للوحيد البهبهاني ٣٧٧.