الجزء الاول
من كتاب بدائع
الافكار
فى الاصول
بسم الله الرّحمن
الرّحيم
الحمد لله الذي لا
تحصى آلاؤه عدا ولا تجزي نعماؤه شكرا وحمدا وأفضل الصلاة والسلام على أفضل الخلق
والأنام خاتم الأنبياء محمد وآله الكرام واللعنة الدائمة على اعدائهم شرار الخلق
واعداء الحق اما بعد فهذا هو الجزء الأول من كتابنا الموسوم «ببدائع الأفكار» الذي
هو محصل ما استفدته من بحث شيخنا الاستاذ المقدم والعلامة العليم والامام الذي
يقتدى به والعلم الذي يهتدى به الى محكمات المعارف الدينية اذا عمت متشابهاتها
وفرقان الحقائق الروحية إذا اشتبهت آياتها وكيف لا يكون كذلك وقد أشرقت بتحقيقه
حقائق علم الفقه واصوله كواكب سيارة في الآفاق أو مصابيح وهاجة في مشاكي الصحف
والاوراق حتى استولى على علم الفقه وأصوله بحثا وتدريسا وتهذيبا وتأسيسا في مرات
عديدة ودورات غير محدودة وكما أبدع في هذين العلمين الواسعين تحقيقا وتقريرا توسع
فيهما تصنيفا وتحريرا فانتج سعيه الحميد ورأيه السديد في علم الأصول دائرة تحتوي
على لبابه وفصل خطابه وبنات أفكاره الأبكار التي اشرأبت؟؟؟ اليها أعناق الفضلاء
وشدوا اليها الرحال من اقاصي الامصار وفي علم الفقه دوائر استوفى فيها ابوابه
تحقيقا بالأدلة الوثيقة والأنظار الدقيقة وتوسع فى بعض أبوابه فلم يقتنع فيه بمصنف
واحد بل كرر النظر والتأليف فيه إلى غير ذلك من الرسائل الجمة في المسائل المهمة
مقتصرا في جميعها على خلاصة الأفكار وسلالة الابحاث والأنظار وأيم الله تعالى ان
تلك المصنفات السامية لا يعوزها من كمال الفن إلا البيان السهل