ثالثا ـ مشروعية تقييمات المتقدّمين والمتأخّرين من أرباب الرجال :
١ ـ مشروعية تقييمات الرجاليّين المتقدّمين :
ممّا اشتهر بين
العلماء أنّ اشتهار عدالة الصحابي في الأوساط العلمية والثناء عليه من قبل العلماء
كاف في ثبوت عدالته والوثوق به ولا يحتاج مع ذلك إلى معدّل ينصّ عليها ، كمشايخنا
السالفين من عهد الشيخ محمّد بن يعقوب الكليني (رض) (ت ٣٢٩ هـ) وما بعده ، فإنّه
لا يحتاج أحد من هؤلاء المشايخ المشهورين إلى تنصيص على تزكيته ولا تنبيه على
عدالته كما اشتهرفي كلّ عصر من ثقتهم وضبطهم وورعهم زيادة على العدالة.
وتأسيساً على
ما تقدّم من أنّ تقييماتهم هي من الرواية لا الاجتهاد ، وبذلك تثبت حجّية تقييمات
هؤلاء الرجاليّين ولكن مع ملاحظة أن لا يكون في طريق روايتهم ما يضعّفها أو
يعارضها فيبطلها.
ولابدّ من
معرفة وجه حجّية قول الرجالي ودليل الأخذ بقوله والاعتمادعليه حتّى يظهر مدى
أهمّية مرجعيّته وبرهانها ، وقد وقع الخلاف في ذلك فظهرت خمسة أقوال هي :
١ ـ إنّ حجّيته
من باب حجّية الخبر ، فيشترط في حجّية قول الرجالي وثاقته أو الوثوق به.
٢ ـ إنّ حجّيته
من باب الشهادة من حيث التزكية ، ولازمه أن يعتبر فيه العدالة والعدد واللفظ
الصريح والحياة وسائر شروط الشاهد.
__________________