(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) ؛ أى امتلأ نوره ، مشتق من الوسق.
(وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي
يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى) : الضمير عائد على النار : يعنى أنّ من تنفعه الذكرى
وتؤثّر فيه لا تحرقه النار الكبرى ، وسماها بذلك بالنظر إلى نار الدنيا وقيل
بالنظر إلى غيرها من نار جهنم ؛ فإنها تتفاضل بالنظر إلى من فيها ، وكلا القولين
صحيح ، إلا أن الأوّل أظهر للحديث : ناركم هذه التى توقد جزء من سبعين جزءا من نار
جهنم ونزلت الآية فى الوليد ابن المغيرة ، أو عتبة بن ربيعة ، وضمير المفعول
للذكرى.
(وَالْفَجْرِ . وَلَيالٍ عَشْرٍ) : أقسم الله بهذه المخلوقات ، وقد أكثر علماؤنا رضى
الله عنهم الأقوال فيها ؛ فقيل : إن الفجر الصبح [٢٩٦ ا] ، وقيل بانفجار الماء من
أصابع نبينا ومولانا محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقيل بانفجار الصخرة ، وإخراج الناقة لقوم صالح ،
وقيل بانفجار دموع العاصين ، وقيل بانفجار الموتى من القبور ، وقيل بانفجار
الملائكة من السماء فى قوله : (يَوْمَ تَشَقَّقُ
السَّماءُ بِالْغَمامِ) وقيل بانفجار المعرفة من قلوب المطيعين ، لقوله : (أَفَمَنْ شَرَحَ
اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) ، وانفجار المعصية من قلوب العاصين ، لقوله تعالى : (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً
كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ). وكذلك الليالى العشر ؛ قيل : هى الليالى العشر من أول
ذى الحجة ، وقيل أوائل المحرم ، وقيل أوائل رمضان ، وقيل العشر المذكورة فى قوله
تعالى : (وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ). وقيل بالعشر الآيات المذكورة فى قوله تعالى : (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ
__________________