والمعنى أنهم سامرون بذكره وسبّه. وسامرا مفردا بمعنى الجمع ، وهو منصوب
على الحال.
(سراب) : هو ما يرى فى الفلوات من ضوء الشمس فى الهجيرة حتى
يظهر كأنه ماء يجرى على وجه الأرض. وشبّه الله به أعمال الكفار فى الآخرة بأنها لا
تنفعهم ، بل يضمحلّ ثوابها كما يضمحل السراب. والتمثيل الثانى فى قوله : (أَوْ كَظُلُماتٍ) يقتضى بطلان أعمالهم فى الدنيا ، وأنها فى غاية الفساد
والضلال ، كالظلمات التى بعضها فوق بعض.
(سَنا بَرْقِهِ) : السنا ـ بالقصر الضوء ، وبالمد المجد والشرف.
(سَبَإٍ) : قبيلة من العرب ، سمّيت باسم أبيها الذى تناسلت منه. وقيل
باسم أمها. وقيل باسم موضعها ، والأول أشهر ، لأنه ورد فى الحديث [٢٦٢ ب].
(سَرْمَداً) : دائما ، وفيه تعديد النعم على عبيده ، بحيث جعل لهم
اختلاف الملوان ، هذا لراحتهم ، وهذا لعنائهم وشغلهم ؛ وخلفة لمن أراد أن يذّكّر
أو أراد شكورا.
(سَلَقُوكُمْ
بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) ؛ أى إذا نصركم الله أيها المؤمنون ، فزال الخوف رجع
المنافقون إلى إذايتكم بالسبّ وتنقّص الشريعة ، وإذا جاء الخوف نظروا إليكم
ولإخوانكم من شدة خوفهم ، تدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت ، وهو عبارة عن
التكلم بكلام مستكره. ومعنى (حِدادٍ) فصحاء قادرين على رفع الصوت ، لأن السلق والصلق رفع
الصوت.
__________________