بعضا. فطابق ذلك وورد بعضها معطوفا على بعض. وأما قوله بعد (١) : (قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ) فهو إخبار مبتدأ مستأنف معرّف بتبرّى قرينه من حمله [٢٥٥ ا] على ما ارتكبه واجترحه ، ولا طريق إلى عطف ذلك على ما قبله ؛ إنما هو استئناف إخبار ، فوجد كلّ على ما يرد.
(قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٢) ؛ أى كان جبريل من محمد صلىاللهعليهوسلم بمقدار القاب ـ وهو مقدار المسافة بين قوسين عربيين ، ومعناه من طرف العود إلى طرفه الآخر. وقيل من الوتر إلى العود. وقيل ليس القوس الذى يرمى بها ؛ وإنما هى ذراع تقاس به المقادير. ذكره الثعلبى ؛ وقال : إنه من لغة أهل أهل الحجاز ؛ وتقدير الكلام : مقدار مسافة قرب جبريل من محمد صلىاللهعليهوسلم مثل قاب قوسين ، ثم حذفت هذه المضافات. ومعنى أدنى أقرب.
و (أَوْ) هنا مثل قوله : أو تريدون. وأشبه التأويلات فيها أنه إذا نظر إليه البشر احتمل أن يكون قاب قوسين ، أو يكون أدنى. وهذا الذى ذكرنا أن الضمائر المتقدمة لجبريل هو الصحيح. وقد ورد ذلك فى الحديث عن سيّدنا ومولانا محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : إنها لله تعالى ، وهذا القول يردّ عليه الحديث والعقل ؛ إذ يجب تنزيه الله تعالى عن تلك الأوصاف من الدنوّ والتدلّى وغير ذلك.
(قاضية) (٣) : يعنى من أعطى كتابه بشماله يتمنى أن يكون مات فى الموتة الأولى بحيث لا يكون بعدها بعث ولا حياة.
(قاسطون) (٤) : من قسط الثلاثي يعنى جار ، وأقسط الرباعى ـ بالألف ، إذا عدل بالرومية ، ومنه (٥) : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
__________________
(١) ق : ٢٧
(٢) النجم : ٩
(٣) الحاقة : ٢٧
(٤) الجن : ١٤
(٥) المائدة : ٥ ، والحجرات ٩ والممتحنة ٨