قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ١ ]

    معترك الأقران في إعجاز القرآن

    معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ١ ]

    تحمیل

    معترك الأقران في إعجاز القرآن [ ج ١ ]

    625/643
    *

    قبل البلوغ والتكليف ؛ وذلك أن أمّه ولدته فى غار خوفا من نمرود ؛ إذ كان يقتل؟ الأطفال؟ ؛ لأن المنجمين أخبروه أن هلاكه على يد صبىّ.

    ويحتمل أن يكون جرى له ذلك بعد بلوغه وتكليفه ، وأنه قال ذلك لقومه على وجه الرد عليهم والتوبيخ لهم ، وهذا أرجح ، لقوله بعد ذلك (١) : (إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ). ولا يتصور أن يقول ذلك وهو منفرد فى الغار ، لأن ذلك يقتضى محاجّة وردا على قومه ، وذلك أنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر والكواكب ، فأراد أن يبيّن لهم الخطأ فى دينهم ، ويرشدهم إلى أن هذه الأشياء لا يصح أن يكون واحد منها إلها لقيام الدليل على حدوثها ، وأن الذى أحدثها ودبر طلوعها وغروبها وأفولها وانتقالها هو الواحد المنفرد.

    فإن قلت : لم اجمع بالأفول دون الطلوع ، وكلاهما دليل على الحدوث لأنهما انتقال من حال إلى حال؟

    قلت : الأفول أظهر فى الدلالة ؛ لأنه انتقال مع خفاء واحتجاب.

    (بينكم) : وصلكم. ومن قرأه (٢) بالرفع أسند الفعل إلى الظّرف ، واستعمله استعمال الأسماء ، أو يكون البين بمعنى الفرقة ، أو بمعنى الوصل ، لأنه من الأضداد. ومن قرأه بالنصب فالفاعل مصدر الفعل ، أو محذوف تقديره تقطّع الاتصال بينكم.

    (بصائر (٣)) ، جمع بصيرة ، وهى نور القلب. والبصر نور العين ، وهذا الكلام على لسان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقوله (٤) : (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ).

    __________________

    (١) الأنعام : ٧٧

    (٢) الأنعام : ٩٤ : لقد تقطع بينكم.

    (٣) الأنعام : ١٠٤

    (٤) الأنعام : ١٠٤