[حسن المطلب]
ويقرب منه أيضا حسن المطلب. قال الزنجانى والطيبى : وهو أن يخرج إلى الغرض بعد تقدمة (١) الوسيلة ؛ كقولك (٢) : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
قال الطيبى : ومما اجتمع فيه حسن التخلص والمطلب معا قوله تعالى ـ حكاية عن إبراهيم (٣) : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ. الَّذِي خَلَقَنِي ...) إلى قوله : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
قاعدة
لبعض المتأخرين : الأمر الكلى المفيد لعرفان مناسبة الآيات فى جميع القرآن هو أنك تنظر الغرض الذى سيقت له السورة ، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات ، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات فى القرب والبعد من المطلوب ، وتنظر عند الجرار الكلام فى مقدمات إلى ما تستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التى تقتضى البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها ؛ فهذا هو الأمر الكلى المعين على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن ، فإذا فعلته بين لك وجه النظم مفصلا بين كل آية وآية فى كل سورة وسورة.
تنبيه
من الآيات ما أشكلت مناسبتها لما قبلها ؛ من ذلك قوله تعالى فى سورة القيامة (٤) : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ...) الآيات ؛ فإن وجه مناسبتها لأول السورة وآخرها عسير جدا ؛ فإن السورة كلها فى أحوال القيامة ،
__________________
(١) فى الإتقان : تقدم
(٢) الفاتحة :
(٣) الشعراء : ٧٧
(٤) القيامة : ١٦