أهل مكة» وبهذا
ينقلون أن النبى صلى الله عليه وسلم حض على عدم امتلاك الأموال فى مكة بل فى
المدينة لأن مال كل إنسان يكون بجانبه.
إن مدينة دار
السكينة مثل كير الحداد يفرق بين المخلصين من الموحدين وأهل النفاق
وتفصل بينهما ، كما أن الكير يفصل بين الحديد وخبثه وهكذا تفصل المدينة المنورة
تمحص قذارة ووسخ أهل النفاق وتبعدهم عنها وتصفى وتبقى على أهل الإخلاص.
قال أحد الأعراب ـ
وكان قد مرض بالمدينة ـ للرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله! أقلنى عن بيعتى .
فأبى الرسول صلى
الله عليه وسلم وأعرض عنه ، وغادر الأعرابى المدينة.
عندئذ قال خير
البرايا ـ عليه أكمل التحايا ـ «وإن المدينة المنورة مثل كير الحداد يزيل الخبث
ويصفى الطيب» يفهم من هذا الحديث أن المدينة المنورة لا تقبل أهل الفساد
والبدعة وتطردهم بعيدا ، وما زالت هذه الخاصية فى المدينة الشهيرة ومشهورة بها.
وإن قال بعض
الذوات أن الخاصية بالمدينة تنحصر فى عصر السعادة فبناء على حكم القول الشريف «لا
تقوم الساعة حتى تنفى المدينة شرارها» وبناء على ما قاله عمر بن عبد العزيز عند ما كان يفارق
المدينة المنورة «أخاف أن أكون من الذين تبعدهم المدينة وتطردهم» فخاصية المدينة
المنورة ستستمر إلى ظهور الدجال ، ولكن الأشخاص الذين ستطردهم المدينة هم الكفار
الذين يتصفون بالخبث الكامل ، أما العصاة الذين لم يصلوا إلى درجة الكفر ينقلون
إلى أماكن مناسبة بواسطة الملائكة بعد ارتحالهم وموتهم ، ويفهم من هذا أن أهل
المدينة الذين لا
__________________