من إستانبول الأمر السنى المنتظر ؛ لذا قرر محمد على باشا والى مصر إرسال مندوب خاص من قبله إلى الأستانة.
استدعى رضوان أغا الذى تربى فى كنف السلطان وكان من رؤساء الشراكسة وألبسه الخلعة ثم قال له : إننى قد عينتك مسئولا عن أبنية كعبة الله إلى أن يرد الأمر السلطانى من الباب العالى ، قد اقترب موسم الحج اقترابا شديدا قم الآن واركب الهجين وتوجه ناحية مكة المكرمة واحرص على إعداد الأشياء اللازمة وبمجرد وصولك هناك ابعث لنا على جناح السرعة كشفا بكل ما تحتاجه من عندنا ، ثم أعطاه خلعة ليقدمها إلى الشريف مسعود كما زوده برسالة توجيه للشريف المذكور وأخرجه إلى الطريق ، ثم واصل رضوان باشا السير حتى وصل إلى مكان قريب من مكة المكرمة يوم الثلاثاء الثانى والعشرين من شوال وأرسل إل الشريف مسعود من يخبره بأنه أتى حاملا له خلعة من قبل والى مصر ، فأرسل الشريف وفدا من عظماء مكة المكرمة وموظفى الدولة ليكونوا فى استقبال رضوان باشا.
وبعد ما تقابل رضوان باشا مع أفراد وفد الاستقبال تحرك نحو مكة ووصل إليها بعد رسوله الذى كان بعثه من قبل بأربعة أيام يوم السبت السادس والعشرين من شوال ونزل فى المنزل الذى كان قد أعده له شريف مكة وفى اليوم التالى يوم الأحد السابع والعشرين من شوال اجتمع الناس داخل ساحة الحرم إذ أقيم فيه احتفال لتقديم الخلعة.
قد حضر مع الشريف مسعود ورضوان أغا ـ عملا بأصول التشريف ـ أشراف مكة وعظماؤها وأعيانها وكبار موظفى الدولة والعلماء الأجلاء ووقفوا كلهم بين باب المعلا لكعبة الله ومقام إبراهيم قرئت الرسالة التى تحتوى على الأوامر السامية كما قرئت الرسالة التى كانت تنصّ على إبقاء موظفى الحجاز فى مناصبهم ثم ألبست الخلعة الفاخرة التى بعثها والى مصر ـ بكل تعظيم وتوقير ـ للشريف مسعود الذى ألبس أيضا خلعة لرضوان ومرافقيه وعقب ذلك رفع المجتمعون