قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب [ ج ١ ]

    موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب

    موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب [ ج ١ ]

    تحمیل

    موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب [ ج ١ ]

    377/485
    *

    وقد نزلت الآية الكريمة : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) (البقرة : ١٥٨).

    عند ما كره أهل الإيمان الطواف بينهما ، نزلت للتبيان أنه لا حرج من السعى بين الصفا والمروة ، وفى يوم الفتح كسر هذين الصنمين ، وجعلا جزازا مثل سائر الأصنام التى كانت موجودة فى أطراف الكعبة المعظمة.

    إن بعض قريش من أحفاد وأبناء ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر كانوا يتعبدون لصنم كان يقال له : «سعد الصخر» وعمرو بن حمة من أولاد أوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نضر بن الأسد بن الغوث وقبيلته كانوا يتعبدون مع قبائل خثعم وبجيلة لصنم كائن فى أرض دوس ويسمى «ذو الخلصة» (١) كما كان يتعبد بعض الجماعات من قبيلة بنى كنانة وطائفة من قريش لصنم كائن خارج مكة المعظمة فى بطن نخلة يطلق عليه «عزى» الذى هيأه للعبادة سعد بن ظالم ، وقد أسند سدانة البيت الذى توجد فيه عزى إلى بنى شيبان الذين ينتهى نسبهم إلى سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

    قال بعض المؤرخين الذين عرفوا «عزى» إنها شجرة عظيمة (٢) وقال الآخرون إنه بيت أصنام ، وقال قسم منهم إنها صنم كبير (٣).

    يقول الذين يدعون أن عزى «شجرة عظيمة» أن سعد (٤) ابن ظالم رئيس قبيلة بنى غطفان ذهب يوما إلى مكة ، وأخذ يطوف بالبيت المعظم وبعد الطواف رأى أهالى مكة يسعون بين الصفا والمروة ، فحسدهم على ذلك فأخذ من ساحة المسجد الحرام ثلاث قطع من الحجارة ، كما أخذ من جبلى الصفا والمروة من كل

    __________________

    (١) ذو الخلصة اسم واحد من العرب. قد قتلوا أبا هذا الرجل ، ولما أراد أن يثأر لأبيه ذهب ليسحب القرعة بالأزلام ، وأمرته الأزلام بألا يطالب بثأر أبيه ، واستجاب لأمر الأزلام وترك الثأر وقال هذه الأبيات :

    لو كنت يا ذى الخلص الموتورا

    مثلى وكان شيخك المقبورا

    لم تنه عن قتل العداة زورا

    (٢) قد قبلت هذه الرواية من الجميع لصحتها.

    (٣) فالذين يدعون أنها صنم يقولون إن أطلال وبقايا هذا الصنم ما زالت باقية خارج حصن الطائف مع بقايا الأصنام الأخرى.

    (٤) اسم والد سعد فزارة ولكنه كنى بهذا الاسم لكون اسم أخيه ظالما.