هذا استنزال للعرب عما ألفوه من التفاخر بالأحساب ، وتعريض لهم بالزجر عن الاستسخار واللمز والتنابز بالألقاب والغيبة ، حيث أعلمهم أنهم من أب واحد وأم واحدة.
(وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا) لا لتتفاخروا.
قال جمهور المفسرين واللغويين : الشّعوب : جمع شعب ـ بفتح الشين ـ وهو الحي العظيم ، مثل : ربيعة ومضر ، والقبائل دونها ؛ كبكر من ربيعة ، وتميم من مضر. سميت بذلك ؛ لتشعّب القبائل منها.
وقال مجاهد : الشّعوب : النسب الأبعد ، والقبائل : النسب الأقرب (١).
وقيل : الشّعوب : [عرب](٢) اليمن من قحطان ، والقبائل : ربيعة ومضر وسائر عدنان (٣).
وروى عطاء عن ابن عباس : الشّعوب : الموالي ، والقبائل : العرب (٤).
وقال قوم : هم من لا يعرف لهم نسب ؛ كالهند والترك.
وقرأ الأكثرون : " لتعارفوا" ، وشدّد التاء مجاهد وأبو المتوكل وابن محيصن (٥).
وقرأ أبي بن كعب ، وابن عباس ، والضحاك ، وابن يعمر ، وأبان عن عاصم :
__________________
(١) أخرجه مجاهد (ص : ٦٠٨) ، والطبري (٢٦ / ١٣٩). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٥٧٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير.
(٢) في الأصل : العرب. والتصويب من ب.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره (٥ / ٣٣٦).
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٤ / ١٥٨) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ٤٧٤).
(٥) انظر : النشر (٢ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣) ، والإتحاف (ص : ٣٩٨).