قوله تعالى : (وَما مِنْ غائِبَةٍ) قال الواحدي وابن الجوزي (١) : المعنى : وما من جملة غائبة.
وقال صاحب الكشاف (٢) : سمّي الشيء الذي يغيب ويخفى : غائبة وخافية ، فكانت التاء فيهما [بمنزلتها](٣) في العافية والعاقبة ، ونظائرهما : النطيحة والرّميّة [والذبيحة](٤) ، وأنها أسماء غير صفات ، ويجوز أن يكونا صفتين وتاؤهما للمبالغة ، [كالرّاوية](٥) في قولهم : ويل للشاعر من راوية السوء. كأنه قال : ما من شيء شديد الغيبوبة والخفاء إلا [وقد](٦) علمه الله تعالى وأحاط به وأثبته في اللوح.
قوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) قال ابن السائب : إن أهل الكتاب اختلفوا وصاروا شيعا وأحزابا ، فأنزل الله تعالى القرآن بيانا لما (٧) اختلفوا فيه ، لو أخذوا به وأسلموا (٨).
(وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) سبق تفسيره (٩).
__________________
(١) الوسيط (٣ / ٣٨٤) ، وزاد المسير (٦ / ١٨٩).
(٢) الكشاف (٣ / ٣٨٦).
(٣) في الأصل : بمنزلة ما ، والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : الذبيحة. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : كالروية. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٦) في الأصل : قد. والتصويب من ب ، والكشاف ، الموضع السابق.
(٧) في ب : فنزل القرآن ببيان ما.
(٨) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٣٨٤) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ١٨٩) وفيه : فلو أخذوا به لسلموا.
(٩) في سورة يونس آية رقم : ٥٧.