العجمي فالذي](١) من جنس العجم ، أفصح أو لم يفصح.
قوله تعالى : (فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ) يشير إلى شدة شكيمتهم في الكفر والعناد ، وأنه لو نزل هذا القرآن على رجل أعجمي لا يفصح به فضلا عن أن يقدر على نظم مثله لكفروا به ، وتمحّلوا لجحودهم أعذارا كما فعلوا ، وقد جاءهم به أفصح العرب لسانا ، وأوضحهم بيانا ، وأصدقهم لهجة ، وأثبتهم حجة.
(كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٢٠١) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٢٠٢) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (٢٠٣) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (٢٠٤) أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (٢٠٧) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ (٢٠٨) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ) (٢٠٩)
قوله تعالى : (كَذلِكَ سَلَكْناهُ) أي : مثل هذا السلك سلكنا الشرك والتكذيب (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ).
قال الزجاج (٢) : جعل الله تعالى مجازاتهم أن طبع على قلوبهم وسلك فيها الشرك.
(لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) وذلك عند معاينة سلطان الموت ،
__________________
(١) في الأصل : وأما العجمي الذي. والتصويب من ب ، والزجاج (٤ / ١٠٢).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ١٠٢).