إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٤ ]

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٤ ]

290/689
*

ثم رجع إلى نفسه فقال : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) وقرأ ابن أبي عبلة : «أنا أقلّ» بالرفع (١) ، فمن نصب جعله مفعولا ثانيا ل «ترن» ، و «أنا» عماد. ومن رفع جعل «أنا» مبتدأ ، و «أقل» خبره. والجملة مفعول ثان ل «ترني».

قوله تعالى : (فَعَسى) الفاء جواب قوله : «إن ترن» ، والمعنى : فعسى (رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ) يريد : في الآخرة (وَيُرْسِلَ عَلَيْها)(٢) أي : على جنتك (حُسْباناً مِنَ السَّماءِ).

قال النضر بن شميل : الحسبان : سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة ، تنزع في القوس ، ثم يرمي بعشرين منها دفعة واحدة (٣).

والمعنى على هذا : يرمي ويرسل عليها مرامي من عذابه ، إما حجارة ، وإما بردا ، وإما نارا ، إلى غير ذلك من أنواع العذاب ، وهذا يجمع أقوال المفسرين.

قال ابن عباس : «حسبانا» : نارا من السماء (٤).

وقال في رواية أخرى : عذابا (٥).

وقال ابن زيد : قضاء يقضيه الله من السماء (٦).

قال الزجاج (٧) : هذا موضع فيه لطف يحتاج إلى شرح ، وهو أن الحسبان في

__________________

(١) زاد المسير (٥ / ١٤٥).

(٢) في الأصل زيادة قوله : حُسْباناً وستأتي بعد.

(٣) الوسيط (٣ / ١٤٩) ، وزاد المسير (٥ / ١٤٥).

(٤) زاد المسير (٥ / ١٤٥). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣٩٤) وعزاه للطستي.

(٥) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٤٩). وذكره السيوطي في الدر (٥ / ٣٩٤) وعزاه لابن جرير.

(٦) أخرجه الطبري (١٥ / ٢٤٩). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٥ / ١٤٥).

(٧) معاني الزجاج (٣ / ٢٨٩).