اللهم إن أخي بنى دارا بألف دينار ، وإني أشتري منك دارا في الجنة بألف دينار ، وتصدق بألف. ثم إن الكافر تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار ، فقال المؤمن : اللهم إن أخي تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار ، وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار ، وتصدّق به. ثم إن الكافر اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، فقال المؤمن : اللهم إن فلانا اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، وأنا أشتري منك خدما ومتاعا بألف دينار (١) ، فتصدّق به. ثم أصابته حاجة شديدة فقال : لو أتيت أخي لعله ينالني منه بمعروف ، فجلس في طريقه حتى مرّ به في حشمه ، فتعرّض له فعرفه ، فقال : ما حاجتك؟ فقال : أصابتني حاجة شديدة ، فأتيتك لتصيبني منك بخير ، فقال : وأين ما ورثته من (٢) أبيك؟ فقال : تصدقت به ، فقال : وإنك لمن المصدّقين بهذا؟ اذهب فو الله لا أعطيك شيئا أبدا حتى تتبع ديني ، ثم أخذ بيد المسلم فأدخله جنانه يطوف به فيها ، وإليهما أشار الله تعالى بقوله في الصافات : (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ* يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) .. الآيات (٣) [الصافات : ٥١ ـ ٥٢].
والمعنى : مثل حال المؤمنين والكافرين بحال هذين الرجلين.
(جَعَلْنا لِأَحَدِهِما) وهو الكافر (جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ) بساتين من كروم (وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) جعلنا النخل محيطا بالجنّتين [مطيفا](٤) بهما ، (وَجَعَلْنا بَيْنَهُما
__________________
(١) ساقط من ب.
(٢) في ب : عن.
(٣) الوسيط (٣ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٥ / ١٣٨ ـ ١٣٩).
(٤) في الأصل : مطبقا. والمثبت من ب.