إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٤ ]

رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز [ ج ٤ ]

211/689
*

أمرني بذلك.

(وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) أي : لو أجبتهم إلى ما سألوا لاتخذوك وليا ولأخرجت من ولايتي.

(وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ) على الحق بعصمتنا إياك.

«أن» في موضع رفع بالابتداء. أي : لو لا تثبيتنا إياك.

وكان أبو سعيد السيرافي يجوّز دخول «لولا» على الفعل ، محتجا بقول الشاعر :

 ............

لولا حددت ولا عذري لمحدود (١)

قال بعضهم : خفي عليه إضمار «أن» في البيت ، وأبطل مذهبه بهذه الآية.

والمعنى : (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ) أي : قاربت أن تميل إليهم (شَيْئاً قَلِيلاً) وهذا من باب التهييج والإلهاب ؛ ليزداد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثباتا ورسوخا في الحق ، ويتضمن أيضا تحذير الأمة من الركون إلى الكفرة ، لما نيط به من الوعيد الشديد لمن هو أقرب إلى الله وسيلة على تقدير وجود ذلك منه.

ويروى : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم [قال](٢) بعد نزولها : «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (٣).

(إِذاً لَأَذَقْناكَ) لو ركنت إليهم أدنى ركون (ضِعْفَ الْحَياةِ) على حذف المضاف ، تقديره : ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات ، فحذف المضاف

__________________

(١) عجز بيت للجموح الظفري ، وصدره : (درّك إني قد رميتهم لولا) انظر : اللسان (مادة : عذر).

(٢) في الأصل : كان.

(٣) أخرجه الطبري (١٥ / ١٣١). وانظر : تفسير الماوردي (٣ / ٢٦٠). وهذا الأثر مرسل من مرسلات قتادة.