الحارثي ، أبنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أبنا عبد الله بن محمود ، أبنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن صفوان [بن](١) عمرو ، عن عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ* يَتَجَرَّعُهُ) قال : «يقرّب إليه فيكرهه ، فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ، يقول الله تعالى : (وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) ، ويقول : (وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ)(٢). أخرجه الإمام أحمد في المسند عن علي بن إسحاق عن ابن المبارك.
قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا يعرف عبيد الله بن بسر إلا في هذا الحديث ، وقد روى صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم.
قوله تعالى : (يَتَجَرَّعُهُ) أي : يتحسّاه بتكلف ومشقة جرعة جرعة ، (وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) لشدة كراهيته وفرط مرارته وحرارته إلا بعد عناء وإبطاء ، تقول : جرعت الماء أجرعه جرعا وجرّعته ؛ إذا [احتسيته](٣) ، وتجرّع الغصص. والجرعة : اسم لما يجرع مرة واحدة ، وجمعه : جرع.
قال صاحب الكشاف (٤) : دخل «كاد» للمبالغة. يعني : ولا يقارب أن يسيغه ،
__________________
(١) في الأصل : عن. والتصويب من مصادر التخريج. وانظر ترجمته في : تهذيب التهذيب (٤ / ٣٧٦ ، والتقريب ص : ٢٧٧).
(٢) أخرجه الترمذي (٤ / ٧٠٥ ح ٢٥٨٣) ، وأحمد (٥ / ٢٦٥).
(٣) في الأصل : امتسيته. والصواب ما أثبتناه.
(٤) الكشاف (٢ / ٥١٣).