الخمس السيارة ، لأنها تخنس في سيرها ، وتردد في مواضعها ، وربما وقفت مدة ، أو رجعت القهقرى.
ومعنى رجوعها : مسيرها إلى خلاف التدوير في أسافل التدوير ، فترى متحركة إلى خلاف التدوير.
ومعنى وقوفها : إبطاؤها في حالتي الاستقامة والرجوع ، حتى يبلغ حدّ الوقوف على الحركة بالرؤية (١) ما يرى من مسير جرمها على محيط التدوير إلى خلاف التوالي ، ومسير مركز التدوير إلى التوالي (٢).
(الْجَوارِ الْكُنَّسِ). (١٦)
ويستتر العلوي منها بالسفلي عند القرانات ، كما تستتر الظباء عند كنايسها.
كما قال أوس :
١٣٤١ ـ ألم تر أنّ الله أنزل مزنه |
|
وعفر الظباء في الكناس تقمّع (٣) |
لفظ الكنّس تضمّنت أبوابا عظيمة من علم التنجيم :
منها باب الاجتماع ، وباب الكسوف ، وباب القرانات ، وباب اختلاف المناظر ، وباب مقادير الأقطار في المناظر ، وباب دقائق السقوط والمكث ، وباب الانحرافات ، وباب الحال المسماة : طوق الليل ، وباب الاحتراق ، وباب التصميم ، وباب تحت الشعاع ... إلى غير ذلك (٤). مع كثرة الفصاحة ، وحسن الموازنة بين الخنس والكنس.
(وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ). (١٧)
أظلم ، وأدبر ، من الأضداد.
__________________
(١) هنا كلمة لم تظهر.
(٢) قال الخوارزمي : الإقامة : وقفة الكواكب قبل الرجوع وقبل الاستقامة في رأي العين ، فأما في الحقيقة فإن الكواكب لا تقف البتة ، ولا تسكن عن سيرها. مفاتيح العلوم ص ٢٤٤.
(٣) البيت في ديوانه ص ٥٧ ؛ وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٣٨ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٤١٠ ؛ ولسان العرب مادة قمع ؛ والمعاني الكبير ٢ / ٦٠٥.
(٤) انظر هذه الاصطلاحات في كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي ص ٢٣٦ ـ ٢٤٥.