وقيل : يوم عاصف : ذي عصوف.
(ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ). (٢٢)
هذه من لغات السلب ، فإنّ الصارخ : المستغيث ، والمصرخ : المغيث ونظائرها كثيرة ، مثل : الإشكاء والإعتاب (١) ، ونحوهما.
قال سلامة بن جندل :
٦١٨ ـ كنّا إذا ما أتانا صارخ فزع |
|
كان الصّراخ له قرع الظنابيب (٢) |
وقال آخر :
٦١٩ ـ نثوب إليهم كلمّا صاح صارخ |
|
ونصرخهم فيما ينوب ويقرع (٣) |
(وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ).
وجميع النحاة لا يقبلون قراءة حمزة (بِمُصْرِخِيَ) بكسر الياء ، وهي لغة بني يربوع ، ولها وجهان :
١ ـ إشباع ياء الإضافة فيصير (بِمُصْرِخِيَ) ثمّ حذفت الزيادة ، وتركت الحركة للدلالة عليها.
٢ ـ والثاني : أنّه لمّا حذفت نون الجمع للإضافة التقت الياء (٤) بياء الجمع وهما ساكنتان في الأصل ، فحرّكت ياء الإضافة إلى الكسرة.
__________________
(١) يقال : أشكيت فلانا : إذا أعتبته من شكواه ، ونزعت عنه شكاته ، وأزلت عما يشكوه. وأشكيت فلانا : إذا فعلت به فعلا أحوجه إلى أن يشكوك ، وهو من الأضداد. ـ ويقال : أعتبني فلان. أي : ترك ما كنت أجد عليه من أجله ، ورجع إلى ما أرضاني عنه بعد إسخاطه إيايّ عليه. راجع اللسان : شكى وعتب.
(٢) البيت في تفسير القرطبي ٩ / ٣٥٧ ؛ والبحر المحيط ٥ / ٤١٤ ؛ والبيان والتبيين ٣ / ٨٧ ؛ وديوان سلامة ص ١٢٣ ؛ والمجمل لابن فارس ٢ / ٦٠٢. قال الأصمعي : يقال : ضرب بهذا الأمر ظنوبه : إذا هو جدّ فيه.
(٣) لم أجده.
(٤) سقطت من المخطوطة.