وقد قرىء في بعض القراءات : «ربّيون» (١).
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ). (٨١)
بأن يأخذوا على قومهم تصديق محمد عليهالسلام (٢).
(لَما آتَيْتُكُمْ).
قال المبرّد : هذه لام التحقيق دخلت على «ما» الجزاء. ومعناه : لمهما آتيتكم.
(مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ).
لام (لَتُؤْمِنُنَ) لام القسم ، مثل قولك : لزيد والله لتأتينّه.
وقيل : إنّ اللام الأولى للقسم. أي : والله لما آتيتكم. والثانية في (لَتُؤْمِنُنَ) جواب القسم على مثال قوله : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ)(٣).
ـ أي : والله إن قتلتم لمغفرة من الله.
ومن قرأ : (لَما آتَيْتُكُمْ)(٤) كان من أجل ما آتيتكم ؛ لأنّ من أوتي الكتاب أخذ عليه الميثاق بما فيه. وقيل : إنّ هذه اللام المكسورة بمعنى : بعد. أي : بعد ما آتيتكم ، كما تقول لثلاث خلون. قال النابغة :
__________________
(١) وهي قراءة شاذة قرأ بها الحسن. راجع الإتحاف ص ١٨٠.
(٢) أخرج ابن جرير ٣ / ٣٣٢ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يبعث الله نبيّا آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه ، ويأمره فيأخذ العهد على قومه ، ثم تلا (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) الآية.
(٣) سورة آل عمران : آية ١٥٧.
(٤) وهي قراءة حمزة بكسر اللام وتخفيف الميم ، على أنها لام الجر متعلقة بأخذ ، و «ما» مصدرية. أي : لأجل إيتائي إيّاكم بعض الكتاب والحكمة. راجع الإتحاف ص ١٧٧.