٣١ ـ أرى أشقياء الناس لا يسأمونها |
|
على أنّهم فيها عراة وجوّع |
٣٢ ـ أراها ـ وإن كانت تحبّ فإنّها ـ |
|
سحابة صيف عن قليل تقشّع |
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). (٢١)
لكي تتقوا ، وهو معنى كل «لعلّ» في القرآن ، لأنّ الله تعالى عن معاني الشك.
وقال المبرّد : بل هو على أصلها في الشكّ والرجاء من المخاطب ، أي : اعبدوه على رجاء أن يتم لكم التقوى. والترجية في مثل هذا أبلغ ؛ لأنّه ترقيق للموعظة ، وتلطيف في العبادة.
وفائدة أخرى : وهي أن لا يكون العبد كالا من المدلّ بتقواه ، بل حريصا على العمل حذرا من الزلل.
(فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ). (٢٣)
أي : مثل ما نزلنا. وقيل : من مثل عبدنا ، رجل لا يقرأ ولا يكتب.
والشهداء : الآلهة. وقيل : الأعوان.
(وَلَنْ تَفْعَلُوا) : اعتراض بين الشرط والجزاء ، مثل : «وأنت منهم» في بيت كثّير :
٣٣ ـ لو أنّ المخلّفين ـ وأنت منهم ـ |
|
رأوك تعلّموا منك المطالا (١) |
وقال عبيد الله بن الحر : (٢)
__________________
(١) البيت في الغيث المسجم ٢ / ١٠١ ؛ وكشف المشكل في النحو ٢ / ٤٧٤ ؛ وديوانه ص ١٥٨ ؛ والصناعتين ص ٦٠. وفي الديوان [الباخلين] بدل [المخلفين] وهو في إعجاز القرآن للباقلاني ص ١٠٠.
(٢) في المخطوطة : عبد الله ، وهو تصحيف. كان من خيار قومه وكان من أصحاب عثمان بن عفان ، فلما قتل انحاز إلى معاوية وشهد معه صفين مات غريقا سنة ٦٩ ه. والبيت في لسان العرب : مادة كتم ١٢ / ٥٠٦ ، وفي الخصائص ١ / ٣٣٦ ، قال : وكاتمه إياه ككتمه.